موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
في الشهر الماضي، اعتقلت المخابرات اللبنانية مواطنًا لبنانيًا يُدعى إيلي ك، من مواليد 1984، في بلدة مرج عيون بجنوب لبنان، بعد معلومات تفيد بأنه عميل للموساد الإسرائيلي، وقد ذكرت ذلك صحيفة "الأخبار" اللبنانية (الاثنين 17/10/22) الناطقة بلسان تنظيم حزب الله.
وبحسب التقرير، ذهب المعتقل للعمل في نيجيريا عام 2013، وانتقل عام 2016 للعمل في السعودية، وفي عام 2017 ذهب إلى تركيا حيث التقى بزوجته وتزوجها، ثم انتقل إلى ساحل العاج بعد انتقال زوجته هناك، وبحسب مصادر لبنانية، فقد تم تجنيده في خدمة الموساد الإسرائيلي عندما كان قبل عامين في ساحل العاج.
في تحقيقه قدم عدة روايات، بحسب قوله، سافر في عام 2019 إلى ساحل العاج حيث التقى بصديق من مواليد كليعا في جنوب لبنان اسمه طوني الحاج، خدم في جيش جنوب لبنان ويعتبر عميل إسرائيلي، غادر الحاج لبنان في عام 2000 بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وتم تجنيده في الموساد الإسرائيلي من قبل يهودي يُدعى "رامي" يعمل في مركز تجاري في ساحل العاج.
عندما علم "رامي" أن إيلي ك. كان يبحث عن عمل، ربطه بشخص آخر اسمه "آدم" عرّف عن نفسه بأنه ضابط مخابرات إسرائيلي وسأله عن قدرته على التنقل بحرية في جنوب لبنان، وما إذا كان لديه أقارب أو أصدقاء مرتبطين بمنظمة حزب الله.
كما عرض عليه القيام ببعض المهام الأمنية المتعلقة بجمع معلومات عن حزب الله، بعد أن وافق على ذهابه في مهمة للموساد إلى جنوب لبنان بحجة أن زوجته بحاجة إلى عملية طبية. مكث في لبنان لمدة يومين تقريبًا وعندما عاد إلى ساحل العاج اتضح أن الموساد قد اختبره، وتم استدعاؤه إلى الأردن حيث اجتاز اختبار كشف الكذب الذي فشل فيه، وحصل على مبلغ يقارب 5000 دولار وأعلن مشغله "آدم" أنه قطع الاتصال به خوفًا من أنه عميل مزدوج.
وفي رواية أخرى أعطاها لمحققيه، غيّر كلماته وادعى أنه تم تجنيده في الموساد الإسرائيلي عبر الفيسبوك ومن خلال البريد الإلكتروني، ووعده مجنده "آدم" بحياة كريمة ومعيشة جيدة وأنه سيشعر تغيير في حياته.
وقال للمحققين اللبنانيين إنه مكلف بمراقبة أنشطة فندق في منطقة الخيام في جنوب لبنان لمعرفة ما إذا كان الفندق به صواريخ أو نشاط عناصر إيرانية أو حزب الله، كما طُلب منه رسم مخطط لمبنى يشتبه في أنه مستودع صواريخ خلف المستشفى في مرج عيون.
وعندما عاد إلى ساحل العاج، طُلب منه جمع معلومات عن منظمة حزب الله، والحصول على أرقام هواتف عناصر التنظيم ومعرفة ما إذا كان لديهم أجهزة راديو، للحصول على المعلومات التي قدمها حصل على مبلغ 2500 دولار.
ثم أرسله الموساد الإسرائيلي مع زوجته إلى الأردن، حيث التقى بعميل آخر اسمه "فرانكو". سئل عن مزرعة فجرها حزب الله عام 2009 في منطقة الحولة، وعن منزلين قائدين في حزب الله، وعن مستودعات أسلحة التنظيم.
بعد يوم واحد، تم عرض سلسلة من الأسئلة عليه للتأكد من أنه يقول الحقيقة وأنه لم يكن يعمل لدى وكالة مخابرات أجنبية، وتم اختباره هو وزوجته بجهاز كشف الكذب وطُلب منه تقديم شرح مفصل، لماذا كذب في أول اختبار كشف الكذب الذي أجري له؟.
كما أفادت مصادر لبنانية أنه ارسل للموساد عبر زوجته مقابل أموال ومعلومات عن قواعد حزب الله في جنوب لبنان تحتوي على مستودعات أسلحة وصواريخ، وقدم معلومات مفصلة عن الأبنية التي توجد بها المستودعات وطرق الوصول إليها.
ويرفض المسؤولون الأمنيون الإسرائيليون التعليق على هذه المعلومات، لكن من المستحيل تجاهل حقيقة نشرها من قبل وسيلة إعلامية تعمل في خدمة حزب الله وفي وقت حساس، عشية التوقيع المتوقع على الاتفاقية للحدود البحرية بين "إسرائيل" ولبنان. تخشى منظمة حزب الله من أن يؤدي تغيير الحكومة في "إسرائيل" نتيجة انتخابات الكنيست الشهر المقبل والتشكيل المحتمل لحكومة يمينية بقيادة نتنياهو إلى تعطيل خططها.
ومن المحتمل أن يكون الكشف عن القضية في جريدة الأخبار جزء من حرب نفسية ومحاولة من حزب الله لطمأنة الجمهور اللبناني، وإثبات أنه مسيطر على الوضع من الناحية الأمنية، وأن لبنان وأجهزته الأمنية ينجحون في اعتقال عملاء الموساد الإسرائيلي.