موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
في خطابه الأخير بمناسبة المولد النبوي الشريف -الأسبوع الماضي- أبدى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله راحة وحسن نية، وكان حديثه معتدلاً دون استخدام لغة الوعود والتهديدات، وأعرب عن ارتياحه لتحقيق الاتفاق مع "إسرائيل" بشأن الحدود البحرية.
حسن نصر الله الآن يقدم نفسه كشخص راضٍ عن الإنجاز الدبلوماسي الذي حققه للبنان باستخدام لغة القوة وإطلاق 4 طائرات مُسيّرة باتجاه منصة الغاز "القرش".
يتحدث المعلقون في لبنان عن "اعتدال" حزب الله، وعزمه على تعزيز تأسيسه داخل النظام السياسي اللبناني، مع إيلاء اعتبار أكبر لمؤسسات الدولة والرئيس والبرلمان والحكومة، ويذيع حسن نصر الله أنه يريد الاندماج أكثر في اللعبة السياسية الداخلية، ففي الشهر الماضي كان حزب الله يعد وثيقة سياسية جديدة توضح بالتفصيل رؤيته السياسية والاقتصادية للبنان.
ويشير الحزب إلى أنه ينوي التوصل إلى اتفاق بشأن انتخاب الرئيس الجديد، وتشكيل الحكومة الجديدة، والحفاظ على الهدوء والاستقرار في لبنان، "لكن لا تخطئ، فالحَمَل الجديد هو في الواقع ذئب شرس يختبئ في ثياب حمل".
أعلن محمد رائد، رئيس كتلة حزب الله في مجلس النواب اللبناني، في 16 تشرين الأول/أكتوبر، أن حزب الله ينتظر "العدو الإسرائيلي" لتوقيع اتفاق الحدود البحرية، وقال: "عندما يوقع الاتفاق ننتقل إلى الخيار الثاني وهو تنفيذ الاتفاق، والخيار الثاني يقوم على جاهزية المقاومة فنحن لا نثق بالعدو وسادته"، وأشار إلى اتفاقية الحدود البحرية وقال: "إنها ليست اتفاقية وإنما تفاهمات لتحييد مناطق إنتاج الغاز الطبيعي من الأذى"، مشدداً رفضه الاتهامات بأن هذه بداية التطبيع والاعتراف بالعدو الإسرائيلي.
يبدو أن حزب الله يخشى نتائج الانتخابات في "إسرائيل"، واحتمال أنه في حال تشكيل حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو، فإنها لن تحترم الاتفاقية مع لبنان وتطالب بإعادة فتحها، وبالتالي فهي تلميح أن حزب الله على أهبة الاستعداد ومستعد لاستخدام القوة مرة أخرى للحفاظ على التفاهمات التي تم الاتفاق عليها بين لبنان وحكومة لابيد بوساطة أمريكية.
حزب الله غير مستعد للتنازل عن انجازاته بعد أن نجح في إخضاع حكومة لابيد بالتهديد، وحسن نصرالله يقول ذلك بصراحة؛ لأن الإنجاز اللبناني ما كان ليتحقق لولا قوة المقاومة والطائرات المُسيّرة التي انطلقت على منصة "القرش".
حزب الله يحاول وحليفه جبران باسيل، وزير خارجية لبنان الأسبق وصهر الرئيس اللبناني ميشال عون، الاستفادة من تحقيق الاتفاق والإشارة إلى الولايات المتحدة بأنهم "شركاء براغماتيون" حتى يتسنى للولايات المتحدة رفع العقوبات عن حزب الله وإضفاء الشرعية على مرشحهم لمنصب رئيس لبنان الجديد.
ومع ذلك، فإن إدارة بايدن تتفهم تمرين حزب الله جيدًا، ولا تعتبر اتفاقية الحدود البحرية بمثابة فتحة تسمح لحزب الله بالتأثير على العقوبات التي تفرضها الإدارة على المنظمة، كما لم تنسى الإدارة الانفجار الكبير في مرفأ بيروت الذي نسبته إلى حزب الله والمحرقة الاقتصادية في لبنان والفساد؛ بسبب القوة العسكرية لـحزب الله والتهديدات للمنطقة.
يواصل حزب الله التحذير والتهديد باستخدام القوة؛ لأنه يبحث عن أعذار للحفاظ على أسلحته وخدمة الأجندة الإيرانية، والآن يدعي أن الحفاظ على قوته العسكرية ضروري للتأكد من أن "إسرائيل" تنفذ الاتفاق الجديد حسب صياغته وكذلك لأن الخلاف بين لبنان و"إسرائيل" على الحدود البرية لم يتم تسويته.
كما يواصل حزب الله اختطاف الحكومة اللبنانية والمواطنين اللبنانيين واحتجازهم كرهائن من أجل الحفاظ على قوته السياسية والعسكرية كعامل إقليمي مهم يجب أخذ مواقفه بعين الاعتبار.