فصل جديد في علاقات حماس مع سوريا

نيوز 1

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات


زار وفد رفيع من حماس دمشق هذا الأسبوع، وتصالح مع الرئيس السوري بشار الأسد، بعد انقطاع دام أكثر من 10 سنوات، يجب أن تؤدي المصالحة إلى إعادة فتح مكاتب حماس في دمشق، وتجديد نشاط ذراعها العسكري في سوريا، وهذا تطور سيء لإسرائيل.


أنهت حركة حماس هذا الأسبوع قطع علاقاتها مع نظام بشار الأسد، الذي بدأ  قبل 10 سنوات إثر قرار رئيس المكتب السياسي آنذاك خالد مشعل، بقطع العلاقات مع النظام السوري، ونقل مقر حماس من دمشق إلى الدوحة في قطر، احتجاجا على المجازر التي قام بها الرئيس السوري لأبناء شعبه السنة خلال "الربيع العربي".

لقد أهان الرئيس بشار الأسد قيادة حماس لسنوات عديدة، انتقاما على خيانتهم له، ورفض كل مناشدات التصالح معها؛ بعد أن حل إسماعيل هنية محل مشعل في المنصب. ضغطت إيران وحزب الله بشدة على الرئيس الأسد، حتى استسلم ووافق على إعطاء حماس فرصة أخرى.

وغادر وفد من حماس برئاسة خليل الحية المسؤول عن العلاقات مع العالم العربي والإسلامي إلى دمشق، مع عدد من وفود الفصائل الفلسطينية واستضيفوا في قصر الرئيس بشار الأسد.

دعمت حركة حماس في بداية الأزمة إلى إسقاط نظام الأسد، ثم تحركت إلى موقف محايد، وعادت في نهاية المطاف إلى دعم النظام السوري بالكامل، وإدانة الهجمات الإسرائيلية في سوريا.

وعارضت حركة "الإخوان المسلمين" التي تنتمي إليها حماس المصالحة، وحاولت إقناع هنية بتجنبها إلا أنه لم يقبل بموقفها.

وقال خليل الحية رئيس وفد حماس في سوريا: إن هذه "زيارة تاريخية"، وأشاد بدعم سوريا للقضية الفلسطينية.

كانت الأجواء في الاجتماع جيدة واتفق الجانبان، بحسب مصادر في حماس، على وضع الخلافات وراءهما.

وتحدثت وسائل إعلام سورية ببرود عن لقاء الرئيس الأسد، بوفود الفصائل الفلسطينية دون أن تتحدث عن المصالحة التي تحققت.

ويقول مسؤولون في حماس إنه بعد الاجتماع المهم مع الرئيس الأسد، ستكون هناك تطورات أخرى في الأيام المقبلة. 

وبحسبهم فإن سوريا ستدعم المقاومة الفلسطينية وخططها، وأنه في الأيام المقبلة ستكون هناك خطوات تقارب أخرى، حتى إعادة فتح مكتب تمثيل حماس في دمشق.

إعادة بناء الثقة بين الجانبين هي المهمة الرئيسية الآن، بحث خليل الحية مع الأسد ومسؤولين سوريين آخرين سبل دعم "المقاومة" الفلسطينية.

كبار المسؤولين في الذراع العسكرية لحركة حماس، غير راضين عن إعادة فتح مكاتب فرعية للحركة في دمشق؛ ويريدون حرية العمل العسكري و"ضوء أخضر" لإنشاء بنية تحتية عسكرية في سوريا يمكنها مهاجمة إسرائيل، بالصواريخ عند الضرورة.

إن لقاء الرئيس بشار الأسد مع وفود الفصائل الفلسطينية، الذي حظي بتغطية إعلامية، يهدف إلى إيصال رسالة وحدة ووقوف لسوريا إلى جانب المشكلة الفلسطينية، من خلال دعم المعارضة الفلسطينية لسياسات رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن.

هذا الاجتماع يقوي موقف حركة حماس، ويزيد من إضعاف موقف السلطة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني.

حركة حماس الآن في حالة تنسيق مع كل العناصر، التي تشكل "محور المقاومة" لإسرائيل: إيران وسوريا وحزب الله والجهاد الإسلامي.

وأعربت حركة حماس للنظام السوري عن دعمها لوحدة الأرض السورية، وضد الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا.

وأعلنت أن هناك إجماعا في قيادة الحركة على تجديد العلاقات مع سوريا، و فتح صفحة جديدة وتتطلع إلى الأمام، وأبلغت حماس تركيا وقطر بشأن تجديد العلاقات مع سوريا، وتزعم أنها لم تسمع أي معارضة لهما لهذه الخطوة.

المصالحة بين حركة حماس والنظام السوري ليست جيدة لإسرائيل، وهو يقوي «محور الشر» بزعامة إيران، ومعارضة أي تسوية سياسية مع إسرائيل، هذا المحور يعارض اتفاقيات أوسلو ويؤيد الكفاح المسلح حتى تدمير إسرائيل، وإقامة دولة فلسطينية مكانها.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023