مصادر أمنية: اغتيال نشطاء عرين الأسود قد يقوي التنظيم

هآرتس

يانيف كوبوفيتش

ترجمة حضارات

مصادر أمنية: اغتيال نشطاء عرين الأسود قد يقوي التنظيم


عبر مسؤولون في المنظومة الأمنية عن قلقهم من استخدام الاغتيالات الجوية في الضفة الغربية، وأشاروا إلى أن هناك قضايا قانونية تجعل هذا الأمر صعبًا، ولا ترد إسرائيل على مزاعم الفلسطينيين بأن قوات الأمن تقف وراء الانفجار الذي أودى بحياة ناشط "عرين الأسد"


يرفضون في إسرائيل الرد على ملابسات مقتل ناشط رئيسي في منظمة "عرين الأسود" قتل ليلة والأحد في انفجار دراجة نارية في نابلس، وهذاعلى الرغم من أنهم في المنظمة حملوا إسرائيل المسؤولية، وادعوا أن الانفجار تم بمساعدة أحد السكان المحليين، إذا كانت إسرائيل بالفعل وراء مقتل الناشط، تامر الكيلاني، فستكون هذه أول عملية اغتيال تنفذها قوات الأمن في الضفة الغربية منذ أكثر من 20 عامًا.


في الشهرين الماضيين، أصبحت منظمة عرين الاسود المسؤولة عن العديد من عمليات إطلاق النار في منطقة نابلس، واحدة من المشاكل الرئيسية للأجهزة الأمنية في إسرائيل والسلطة الفلسطينية. تعتقد المؤسسة الأمنية أن المجموعة مكونة من نشطاء كانوا أعضاء سابقًا في منظمات مختلفة، ودفعتهم سلسلة من الأحداث إلى إعادة تسمية أنفسهم تحت اسم عرين الاود. يعمل أعضاء المجموعة في منطقة نابلس، وبشكل رئيسي في مدينتها القديمة وفي مخيم اللاجئين بلاطة، وهدفهم المعلن هو مواجهة جنود الجيش الإسرائيلي عند دخولهم المدينة أو وصولهم لتأمين الصلاة في قبر يوسف.


وقتل نشطاء التنظيم حتى الآن في تبادل لإطلاق النار بعد وصول القوات الأمنية إلى المدينة من أجل إيقافهم. نشاط الامس، المنسوب لإسرائيل، غير معتاد من حيث أنه تطلب موافقة القيادة السياسية في وقت سابق.

ينقسمون في المنظومة الأمنية حول مسار العمل الذي يتعين اتخاذه فيما يتعلق بالمنظمة. 

وقد أعربت عدة مصادر أمنية مؤخرًا عن قلقها من تنفيذ عمليات اغتيال لنشطاء في الضفة الغربية لأنها، بحسبهم، قد تزيد من قوة التنظيم في الضفة الغربية وتزيد من الأسطورة المحيطة بالنشطاء الذين سيُقتلون. يتناقض هذا مع الادعاءات التي سمعها في الأشهر الأخيرة بعض عناصر المعارضة الذين زعموا أن على إسرائيل تطبيق استخدام الطائرات المسيرة في الاغتيالات الجوية على غرار ما حدث في قطاع غزة.


بل وأفادت عدة وسائل إعلام أن الجيش كان يفكر في استخدام طائرات بدون طيار في عدة أنشطة أمنية جرت في الضفة الغربية.

على سبيل المثال، في نهاية الشهر الماضي نُشر في أخبار القناة 12 أنه في عملية في جنين، التي قُتل فيها 4 فلسطينيين، كان الجيش على بعد خطوة من استخدام طائرات بدون طيار لصالح الاغتيالات من الجو.


لكن مصادر أمنية تزعم أنه حتى الآن لم يتم رفع القضية إلى المستوى السياسي للمصادقة عليها، وأضافت المصادر أنه في نقاشات أمنية مغلقة عقدت في الأسابيع الأخيرة، ذكر مسؤولون قانونيون أن هناك قضايا قانونية من حيث القانون الدولي تجعل من الصعب تنفيذ الاغتيالات في الضفة الغربية، على عكس الوضع في قطاع غزة، وأوضحت المصادر أن هناك مخاوف من أن يؤدي استخدام الطائرات المسيرة في مناطق مزدحمة بالضفة الغربية إلى إصابة مدنيين أبرياء.


ودار نقاش آخر في المنظومة الأمنية حول استمرار إغلاق المخارج من نابلس. في 12 أكتوبر / تشرين الأول، أغلق الجيش مخارج المدينة وأصبح الدخول والخروج منها ممكنًا فقط في ثلاث نقاط خاضعة لفحص أمني، وتم إغلاق المخارج في ضوء تقدير الجيش بأن معظم المسؤولين عن عمليات إطلاق النار التي وقعت في الضفة الغربية قبل أسبوع من القرار، خرجت من المدينة وفروا إليها بعد إطلاق النار.


لكن المؤسسة الأمنية تخشى الآن من أن يؤدي الاستمرار في إغلاق المخارج إلى إحباط في صفوف سكان المدينة، الأمر الذي يدفعهم إلى مواجهة الجنود لإزالتها. تخشى المؤسسة الأمنية أن ينتشر هذا النوع من المواجهات في جميع أنحاء الضفة الغربية، لذا فهي تعمل على مساعدة الاجهزة الأمنية الفلسطينية على استعادة السيطرة على المدينة. وفي الوقت نفسه، ذكرت المؤسسة الأمنية أنه من الممكن أن تتمكن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة من استعادة السيطرة على المدينة فقط بعد إصابة عدد آخر من النشطاء في التنظيم، مما يضعف عرين الاسود.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023