هل وكيف يمكن للقائمة العربية المشتركة مواجهة صفقة القرن ؟ . بقلم/ ناصر ناصر

هل وكيف يمكن للقائمة العربية المشتركة مواجهة صفقة القرن ؟

بقلم/ ناصر ناصر

13-2-2020

على الرغم من تحفظ أجزاء وفئات واسعة من الشعب الفلسطيني على مشاركة إخوانهم وأبناءهم في الداخل الفلسطيني في انتخابات الكنيست الإسرائيلي ، سواءً أكان ذلك من حيث المبدأ أو من حيث الجدوى والمنفعة المرجوة الا أن التغول الامريكي الترمبي وحجم المؤامرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وهي الأكبر منذ عشرات السنين من جهة  ، وحالة الضعف والانقسام الفلسطيني والعربي والذي أدى لفقدان الفلسطينيين الكثير من اوراق الضغط والتأثير يضيقان الفجوة بين من يعارض دخول الكنيست مبدئيا ومن عارضها أو أيدها ( مصلحة ومفسدة ) وقد يشعل هذا الوضع نواميس وأحكام ( الضرورات تبيح المحظورات ) فإن لم يكن بالإمكان مواجهة صفقة القرن واسقاطها وحماية فلسطين والقدس الا بذلك فقد يكون لا بأس بهذا الأمر، وعلى الأقل إعطاء الفرصة لمن يؤمن بجدول عمل في الكنسيت لتجريب حظه هذه المرة وعدم إعاقته واضعافه قدر الإمكان .

يمكن للقائمة العربية المشتركة على شتى ألوان طيفها السياسي أن تحقق شيئا مهما اتجاه هدف إسقاط صفقة ترامب البغيضة ، وكلما كان عدد أعضائها أكبر كلما كانت الإمكانيات أعلى ،  وذلك من خلال استخدام ( تكتيكات ليبرمان ) بوضع الشروط وعدم المشاركة في أي حكومة تعتبر صفقة ترامب مرجعيتها السياسية أو تتنكر للشرعية الدولية او حتى مرجعية أوسلو ،مع كل تحفظات الكاتب ورفضه للإحتلال الاستيطاني الكولونيالي الإسرائيلي ، ففلسطين من بحرها إلى نهرها كانت وستبقى ملكا للشعب الفلسطيني ولكنه "فقه التكتيك والمناورة" ، كما أن المشاركة بفعالية في هذه الانتخابات هي لعبة في الوقت الضائع ، فالانتخابات الرابعة في سبتمبر 2020  قادمة على الأرجح ونتائج الثالثة شبه معروفة وتدل على نتائج مشابهة للانتخابات الثانية  أي التعادل ، وليبرمان هو بيضة القبان .

قد يتخوف البعض وبحق من اصرار بعض الجهات في القائمة المشتركة على التعاون مع رئيس حزب أزرق أبيض الجنرال الاسبق بيني جانتس رغم تصريحاته وصفعاته المتكررة والرافضة للتعاون مع القائمة او اشراكها في الانتخابات التي كان آخرها قوله ( لا يمكن جسر الهوة بين مواقفي الأمنية والسياسية والوطنية ومواقف القائمة ) ،وهو موقف حقيقي وانتخابي لجانتس في آن واحد ، ولعله يعتقد بأن القائمة العربية المشتركة مضطرة للتعاون معه بعد الانتخابات مقابل ثمن بخس : ميزانيات معدودة او مناصب محدودة.

لذلك القائمة العربية المشتركة مطالبة من جهتها بوضع حد لمثل هذه التصريحات الاستجدائية ، فموقفهم قوي واللحظة تاريخية بحاجة إلى حسم وذلك بروح تصريحات رئيسها أيمن عودة لراديو الجيش أمس الأول ( لن نوصي على جانتس بتشيكل حكومة ، طالما لم نسمع منه قولا فصلاً ضد الترانسفير والضم .

ليس التضامن مع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والعالم وحده هو ما يفرض على القائمة المشتركة الوقوف بقوة ضد نتنياهو وجانتس المؤيدان لمرجعية خطة ترامب ، بل مصيرهم ومصلحتهم المفهومة في رفض تطاول نتنياهو وترامب عليهم بترحيل المثلث إلى السيادة الفلسطينية المجزوئة ، أي نقلهم من مواطنين درجة ثالثة إلى سكان تحت الاحتلال من الدرجة "العاشرة" في ظل الدولة الفلسطينية الترامبية الهزيلة وعليه فإن وضع خطة ترامب على رأس سلم أولويات القائمة  المشتركة سيدفع شرائح كبيرة من الفلسطينين إلى التصويت في الداخل للتصويت لها في الانتخابات القادمة 2/3  ، وهو المتوقع والمطلوب في آن واحد ، حتى وإن عزز ذلك الاجندة السياسية و الأمنية التي يسعى نتيناهو لجعلها على رأس سلم أولويات هذه الانتخابات ، بدلا من قضايا الفساد والملاحقة القضائية .

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023