التوتر بين إيران وأذربيجان .. حرب قادمة أم أزمة عابرة؟

القناة الـ12

إيهودي يعاري


نفذ الجيش الإيراني مناورات كبيرة على حدود البلدين، في رسالة تهديد تضمنت تدريبات نشر جسور عبر نهر آريس وهو الخط الفاصل بين الجانبين، حيث كانت الموسيقى الخلفية لحركة القوات عبارة عن سلسلة من التصريحات لقادة "الحرس الثوري"، بأنهم لن يقبلوا بـ"القواعد الإسرائيلية" التي تعمل ضدهم -إذا جاز التعبير- من داخل أذربيجان، حيث إن الإدارة في باكو تُنكر -منذ سنوات- المزاعم الإيرانية بشأن هذه القضية، لكن ليس سراً أن الرئيس "إلهام علييف" يشتري كميات من المعدات العسكرية المتطورة في "إسرائيل"، بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ لورا، وهو أيضًا مورد مهم من نفطنا عبر خط الأنابيب عبر جورجيا إلى ميناء سي ياهان التركي في البحر الأبيض المتوسط.

في حين أعلن الإيرانيون أنهم اعتقلوا "إرهابيين" دخلوا أراضيهم من أذربيجان، ولم يلقوا بالاً إلى التحذيرات، عندما جاء وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس مؤخرًا -بعد عدة تأجيلات- لهذا البلد.

ازداد التوتر في طهران هذا الشهر؛ لأن الصحافة في أذربيجان قامت -لفترة وجيزة- بصد حملة لانسحاب المحافظات الثلاث للأذريين في شمال غرب إيران من الجمهورية الإسلامية، وضم ما يسمونه "أذربيجان الجنوبية" إلى إقامة اذربيجان المتحدة الكبرى، وعادة ما تترك السلطات في باكو مثل هذه المطالب لمنظمات المعارضة في المنفى للأذريين الإيرانيين - "سينام" و "بيرليك".

ويشكل الهزاره في إيران البالغ عددهم 17 مليون نسمة، والذين تقترب لغتهم التركية من لغتهم، أكبر أقلية في البلاد، كما أن المرشد الأعلى خامنئي -هو نفسه- نصف أذربيجاني، كما أن الاضطرابات في تبريز -ثاني أكبر مدينة- ستكون خطراً حقيقياً على النظام.

علاوة على ذلك، فإن طهران قلقة من هبوطها إلى مرتبة ثانوية في منطقة القوقاز بمجرد أن تدرك أذربيجان خطتها لممر (يسمى Zangzor)، يربطها عبر الشريط الأرمني بمنطقة ناختشفان الأذرية، التي تنقطع عن المنطقة، وكان عليها حتى الآن المرور عبر الأراضي الإيرانية للوصول إليها.

لذلك، تقف إيران الآن إلى جانب أرمينيا، التي خرجت متأثرة بشدة من الجولة الأخيرة من القتال ضد الأذريين في منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها.

الأذربيجانيون غير قلقين: إنهم يعتقلون رجال الدين المتهمين بالتجنيد لبث الدعاية الإيرانية، ويقبلون أن المخابرات الإيرانية تعمل عملاء لزعزعة استقرار البلاد.

لن ينتهي هذا التوتر حتى بعد لقاء "علييف" بالرئيس الإيراني "رئيسي"، فالتناقضات في المصالح والتصورات بين "الأختين" الشيعيتين حادة للغاية؛ بحيث لا يمكن طمسها.

في النهاية، سنسمع المزيد عن هذه الجبهة التي تزداد سخونة - ولكن ليس لدرجة الغليان الفوري.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023