موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة - حضارات
أبو مازن ضد انتفاضة مسلحة ضد إسرائيل في الضفة الغربية
بدأ رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الليلة سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية لإنهاء اقتحام الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس، التي يحاصرها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوعين، من أجل منع خروج المسلحين الذين يحاولون الخروج منها لتنفيذ عمليات إطلاق نار على الطرق الرئيسية.
اقتحم الجيش الإسرائيلي الليلة شقة مخبأة في مدينة نابلس القديمة ونسف معملًا أنتج عبوات ناسفة لمجموعة "عرين الأسود"، وفي تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي والمسلحين، استشهد 5 منهم وأصيب 22 اخرون خمسة منهم خطيرة.
وأصدر مكتب أبو مازن بيانا قال فيه إن هذه "جريمة حرب"، وقالت مصادر في السلطة الفلسطينية إن تصرفات "إسرائيل" تضعف السلطة في نظر الشارع الفلسطيني، في الأسبوع الماضي، كرر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن معارضته لانتفاضة مسلحة ضد "إسرائيل" في أراضي الضفة الغربية وأعرب عن دعمه لـ "المقاومة الشعبية السلمية".
هذه هي الفكرة التي يقودها أبو مازن منذ توليه السلطة في عام 2005 وتعني مقاومة الاحتلال الإسرائيلي من خلال المظاهرات وإغلاق الطرق وإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة دون استخدام الأسلحة النارية تحت أي ظرف من الظروف، هذا هو الموقف الدائم لأبو مازن الذي عبر عنه بالفعل في الانتفاضة الثانية عام 2000، خلافا لموقف ياسر عرفات الذي قاد الانتفاضة.
يعتقد أبو مازن أن انتفاضة مسلحة جديدة ستلحق ضرراً خطيراً بالفلسطينيين في الضفة الغربية، ومعظمهم لا يريدها، في رأيه، "إسرائيل" أقوى بكثير عسكرياً من الفلسطينيين وسيقضي الجيش الإسرائيلي على كل الجماعات المسلحة في الضفة الغربية، ومثل هذه الانتفاضة لن تؤدي إلا إلى تأخير الحل السياسي لسنوات عديدة وترك الفلسطينيين تحت السيطرة، وفقًا لمصادر رفيعة في السلطة الفلسطينية، يخشى أبو مازن أن تعزز الانتفاضة مكانة الجيل الجديد من الشباب في أراضي الضفة الغربية الذين سيطالبون بنصيب من فطيرة السلطة وسيعطل عملية نقل السلطة بطريقة منظمة إلى المقرب منه حسين الشيخ التي بدأت قبل بضعة أشهر.
وكان حسين الشيخ أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قد زار واشنطن قبل ثلاثة أسابيع وتلقى "الضوء الأخضر" من إدارة بايدن بعد أن حصل بالفعل على موافقة "إسرائيل" ومصر والأردن وقطر، يتطلب تعيين حسين الشيخ خلفا لأبو مازن إجراء انتخابات رئاسية في أراضي الضفة الغربية، وهذا هو السبيل الوحيد لكسب الشرعية الشعبية، في هذه الأثناء يعمل أبو مازن على تقويته في حركة فتح وهي الحزب الحاكم، ويمنحه تدريجياً سلطات ويساعده في القضاء سياسياً على خصومه في قيادة الحركة.
وتقول مصادر رفيعة في فتح إن هناك تحالف بين أبو مازن وحسين الشيخ، تعهد بموجبه الشيخ مقابل تقدمه السياسي بالعناية بأبو مازن وأفراد أسرته بعد تنحيه عن المسرح السياسي وعدم الإضرار بالإمبراطورية الاقتصادية الهائلة لابنيه، أبو مازن البالغ من العمر 87 عامًا مقتنع بأنه سيعيش لفترة طويلة ويخبر رفاقه المقربين أنه بناءً على الجينات في عائلته سيبلغ سن المائة.
المقاومة خطر على حكم أبو مازن
على الرغم من أقواله، فإن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن رجل مريض يخضع لإشراف طبي دقيق، ولهذا السبب بدأ بنفسه عملية تهيئة خليفته والانتقال التدريجي للسلطة، فهو آخر شخصية من الجيل المؤسس لحركة فتح التي هي الحزب الحاكم، لم تجر انتخابات منذ 16 سنة في الضفة الغربية، كان من المفترض أن تجري العام الماضي، لكن أبو مازن ألغاها واتهم "إسرائيل" بعرقلتها. الحقيقة أن كان يخشى هزيمة مشينة له ولحركة فتح في الانتخابات كما حدث في الانتخابات النيابية عام 2006، وفي الشارع الفلسطيني توجد معارضة شديدة للخليفة المعين حسين الشيخ، فهو شخص فاسد ارتكب العديد من المخالفات الجنسية، الجيل الفلسطيني الشاب يعارضه ويؤيد مروان البرغوثي مهندس الانتفاضة الثانية ومؤسس كتائب شهداء الاقصى. البرغوثي أسير في السجون الإسرائيلية ويقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 بتهمة قتل إسرائيليين.
بمجرد وفاة أبو مازن أو دخوله في حالة عجز طبي، تدخل معركة الخلافة في قيادة فتح إلى أعلى مستوياتها، وهي تجري حاليًا خلف الكواليس، لكن من المتوقع أن تنشب صراعات ميدانية بين الميليشيات المسلحة لكبار مسؤولي فتح مما قد يؤدي إلى حرب أهلية، لذلكتشير التقديرات إلى أن أبو مازن وشريكه المقرب حسين الشيخ يريدان تجنب هذا السيناريو وسيبذلان قصارى جهدهما لتهدئة المنطقة ومساعدة "إسرائيل"، دون القضاء على الجماعات المسلحة التي قد تنضم إلى حركة حماس وتزعزع حكم أبو مازن.
يستعد الجيش الإسرائيلي لعدة سيناريوهات لـ "اليوم التالي لأبو مازن" ويفترض أن ينشر قوات كبيرة في الميدان لحماية نصف مليون مستوطن إسرائيلي يعيشون وراء الخط الأخضر وكذلك لمنع الاشتباكات المسلحة بين الميليشيات المختلفة التي يمكن أن تعريض "إسرائيل" للخطر.
المهمة ستكون التمكين من عقد انتخابات في الضفة الغربية واختيار خليفة لأبو مازن. الهدف المباشر "لإسرائيل" والسلطة الفلسطينية هو استقرار الوضع الأمني في الضفة الغربية، أبو مازن يخشى اندلاع انتفاضة مسلحة، فهذه مصلحة مشتركة لـ"إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، وبدون استقرار أمني يستحيل الحديث عن تجديد المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.