موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة _ حضارات

العملية في كريات أربع إنجاز لحماس

هجوم إطلاق النار في كريات أربع الليلة الماضية والذي قتل فيه المستوطن الإسرائيلي وأصيب خمسة مستوطنين آخرين هو تطور خطير ناتج عن السياسة الأمنية المترددة لرئيس الوزراء لابيد ووزير الدفاع غانتس اللذان يرفضان منذ فترة طويلة لأسباب سياسية لإجراء عملية عسكرية كبيرة ضد البنية التحتية للمقاومة في شمال الضفة الغربية والاكتفاء بعملية اعتقال تسمى "كاسر الأمواج". حتى العودة إلى أسلوب الاغتيالات المستهدفة لا يكفي للتعامل مع المقاومة بيد ثقيلة، فلا خيار سوى احتلال مناطق جنين ونابلس وطولكرم مؤقتًا والقضاء على المقاومة. قرأت التنظيمات الفلسطينية أن التردد السياسي يشكل تهديدا أمنيا، وبالتالي بدأت المقاومة تنتشر جنوبا إلى منطقة الخليل، من أجل استكمال المهمة وتحويل موجة العمليات إلى انتفاضة مسلحة جديدة.

الهجوم في كريات أربع يرمز إلى نجاح حركة حماس في ضم مدينة الخليل لموجة العمليات الحالية في الأسابيع الأخيرة، قادت حركة حماس حملة إعلامية عدوانية ودعت شبكات التواصل الاجتماعي لسكان الخليل لشن هجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وتعتبر الخليل معقلًا رئيسيًا لحركة حماس في الضفة الغربية ولديها كميات كبيرة من الاسلحة، إطلاق النار في الخليل هو عمل يومي بشكل أساسي على خلفية النزاعات العشائرية، في العام الماضي تصاعدت المواجهات العنيفة وحوادث إطلاق النار المتبادل بين القبيلتين الكبيرتين، العويوي والجعبري.

الشهيد الذي نفذ العملية واستشهد هو ناشط في حماس يدعى محمد الجعبري من قرية قرب الخليل وشقيقه ناشط في الجناح العسكري لحركة حماس تم إطلاق سراحه في صفقة شاليط وتم ترحيله إلى قطاع غزة.

رحبت حركة حماس بالهجوم وفي مدينة الخليل كانت هناك احتفالات للسكان ووزعوا الحلوى وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء.

وتحاول حركة حماس تقاسم المجد مع جماعة "عرين الأسود" في مدينة نابلس وإثبات أنها من بين أولئك الذين يقودون موجة العمليات الحالية، أحبط الشاباك مؤخرًا عددًا من خلايا حماس في الضفة الغربية كانت تعمل من قطاع غزة وتخطط لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية و"إسرائيل".

الهجوم على كريات أربع سيعزز المقاومة، ومن المتوقع أن تستمر موجة العمليات حتى بعد الانتخابات وستحاول المنظمات الفلسطينية تحدي الحكومة الجديدة التي ستشكل في "إسرائيل". يزعم مسؤولو حماس أن الهجوم على كريات أربع هو رد على المجزرة التي ارتكبتها "إسرائيل" في مدينة نابلس والجرائم التي ترتكبها في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية. فشلت حماس في إحياء المنطقة خلال الأعياد، لكنها تمكنت الآن من تحقيق إنجازات في منطقة الخليل.

خطتها هي التسبب في انتشار موجة العمليات إلى جميع أنحاء الضفة الغربية، ينظر إلى الهجوم في كريات أربع على الأرض كجزء من انتقام سكان الخليل من المستوطنين ووجودهم داخل المدينة وفي رداً على سيطرة "إسرائيل" على الحرم الإبراهيمي.