هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات

يظل هدف انتخابات الكنيست الـ25 والتي ستُعقد اليوم كباقي الجولات الانتخابية الأخيرة، منعُ بنيامين نتنياهو من العودة لِسدة الحكم، لقد حاول نتنياهو خلال الحملة الانتخابية الحالية ومقارنة بمستويات التحريض الفظيعة التي اتبعها خلال السنوات الأخيرة، تقليص لهيب التحريض والتركيز على صورته الرسمية كقائد وسياسي، لكن لا تنخدعوا، فقد أوكل نتنياهو هذه المرة "الشغل الوسخ" لشريكة الجديد والقديم، الكهانيّ إيتمار بن غفير.

ها هي "إسرائيل" يا سادة تعود لصناديق الاقتراع للمرة الخامسة على التوالي خلال ثلاث سنوات ونصف، كان هذا أمرا مُتعبا للغاية، وعليه خلقت أيضا حالة من انعدام الثقة وحَث العديد من المواطنين والمواطنات على التقاعس عن ممارسة حقهم بالاقتراع، لكن لا يملك الإسرائيليون وفي ظل الظروف الحالية، تَرف التنازل عن هذا الحق. فالامتناع عن الاقتراع يعني التنازل عن الساحة السياسية "ليسرحَ ويمرحَ" فيها أتباع نتنياهو وبن غفير.

لقد أنسَت حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينت ويائير لبيد الكثيرين منا شَكلَ الحياة في ظل حكم نتنياهو: ملاحقة جهاز القضاء باستمرار، الهجوم الشرس على مستشار الحكومة القانوني، على جهاز الشرطة، على رئيس الدولة، على الإعلام واليسار؛ إثارة الفتن وتغذية التطرف؛ التحريض الإجرامي ضد الجمهور العربي وضد مُمثليه في الكنيست؛ التصرفات الهمجية في الكنيست ومن خلال وسائل الإعلام؛ ثقافة الخداع والجشع، السطوة واستغلال النفوذ من قبل سكان "بلفور". وعليه يا سادة فالنسيان في هذه الساعة الحَرجة، تَرف إسرائيلي فائض عن الحاجة.

لم تَكن حكومة التغيير، وفيما يتعلق بسياساتها العنيفة في المناطق المحتلة والتي راحت ضحيتها أرواح كثيرة، مثالية. لكن لا تنخدعوا، فعودة نتنياهو هذه المرة لسدة الحكم من خلال صفقة شاملة مع قَومجي متطرف كَبن غفير، أخطر مما قد نتخيل، لمن لا يعرف إنه نفس "البن غفير" الذي رفض نتنياهو بالأمس القريب ترشيحه حتى كوزير. لكن كان هذا ماضيا طَواه الزمان، فقد رفع نتنياهو من جولة انتخابية لأخرى سقف تطرفهِ؛ ليتلائم مع احتياجاته القضائية، ابتعاد العديد من حُلفائه عنه ورفضهم التضحية بالدولة وبمؤسساتها في سبيل انقاذه من المخالفات الجنائية التي ارتكبها.  

لقد اتحد البيبيزم مع الكهانيزم، فلا تنخدعوا فنتنياهو وبن غفير ينتميان لنفس المعسكر، فَهما وَجهان للعملة واحدة.

صرح مستشار الحكومة السابق أفيحاي مندبليت ومع انتهاء ولايته بالتالي: "شَكلَ نتنياهو خطرا حقيقيا على الديمقراطية، لكن خلّصتنا العناية الربانية مِنهُ"، لكن ولمن لا يعرف ساهم أيضا البشر، الذين تغاضوا عن خلافاتهم السياسية واتحدوا معًا؛ ليشكلوا حكومة التغيير، بِخلاصنا منهُ.
نعم، صحيح قادت الفجوات الأيديولوجية إلى تَفكك هذه الحكومة خلال سنة واحدة فقط، لكن يا سادة يُجبرنا احتمال عودة نتنياهو لسدة الحكم مدعومًا ببن غفير على خوض معركة مُضادة لِصد هذا الصعود.

بل ويلزمنا هذا السيناريو المُرعب عَربًا ويهودًا، مَركزًا ويمينًا على التدفق لصناديق الاقتراع والتصويت لأي حزب لا ينتمي لمعسكر نتنياهو-بن غفير، لليكود، للصهيونية الدينية، لشاس أو ليهدوات هتوراة فكلها تنتمي لمعسكر نتنياهو.