نيوز 1
يوني بن مناحيم
ترجمة - حضارات
لأول مرة تم تسريب شهادات من التحقيق في وفاة عرفات
سرب مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية وثائق سرية من التحقيق في وفاة عرفات، والتي تشير إلى خلافات حادة كانت بينه وبين رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن قبل وفاته.
وتزعم مصادر في فتح أن التسريبات جاءت من رغبة حسين الشيخ خليفة أبو مازن في إخراج منافسه توفيق الطيراوي من قيادة فتح.
في إطار معركة الخلافة التي تتصاعد في قيادة حركة فتح، تم تسريب بعض البروتوكولات السرية للجنة التحقيق التابعة للسلطة الفلسطينية في ملابسات وفاة ياسر عرفات لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية.
وكان يرأس اللجنة آنذاك العضو البارز في حركة فتح توفيق الطيراوي الذي كان رئيس المخابرات العامة.
ونشرت مجموعة تسمى "أيقونة الثورة" على قناة تليجرام شهادات لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية أمام لجنة التحقيق التابعة للسلطة الفلسطينية، أنشأت المجموعة في 3 أكتوبر وبدأت في نشر الوثائق السرية، القاسم المشترك للشهادات المنشورة هو أنها تدل على وجود خلافات حادة كانت قائمة وقتها بين رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن وسلفه ياسر عرفات.
وجمعت اللجنة إفادات من 302 شخصا حول ملابسات وفاة ياسر عرفات، وقال نبيل أبو ردينة مستشار عرفات في شهادته "حتى اللحظة الأخيرة كانت هناك فجوات كبيرة بين ياسر عرفات وأبو مازن وهناك خطوط حمراء لا يمكنني الدخول اليها".
وقالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن "هناك شخصيات فلسطينية تريد تغيير السلطة وترى أن ياسر عرفات ليس الشخص المناسب لمنصب رئيس منظمة التحرير الفلسطينية" وأضافت أنها كانت "مقتنعة بأنهم سيقتلون ياسر عرفات في نهاية المطاف لأنهم اتخذوا القرار بشأن ذلك وكل ما تبقى هو مسألة التنفيذ ".
جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قال في شهادته "كان هناك خلاف عميق بين أبو مازن وياسر عرفات، وهذا أمر محرج ومخزي وآمل أن نجتاز هذه المرحلة".
وقال رئيس لجنة التحقيق توفيق الطيراوي ردا على تسريبات الوثائق سرية إن "هذا هجوم شخصي عليه من قبل عملاء الاحتلال الإسرائيلي" وأن هذه وثائق مفبركة تهدف إلى الإضرار بسمعته الطيبة. وأكد أن "هذه محاولة للإضرار بعمل لجنة التحقيق ومصداقية أعضاء اللجنة الذين عملوا بهدوء لعدة سنوات وحافظوا على سرية التحقيق".
ويقول مسؤولون كبار في فتح إن التسريبات مرتبطة بالصراع المرير بين حسين الشيخ الذي سيخلف أبو مازن وتوفيق الطيراوي، وبحسبهم فإن حسين الشيخ يحاول تشويه سمعة توفيق الطيراوي في إطار معركة الخلافة من أجل دب الخلاف بينه وبين أبو مازن وإبعاده عن حركة فتح. وهو يحاول خلق الانطباع بأن الطيراوي سرب الوثائق من أجل تحميل رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن مسؤولية وفاة ياسر عرفات.
دخلت معركة الخلافة في قيادة السلطة الفلسطينية ذروتها، ويعمل حسين الشيخ، الخليفة المعين لرئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، على القضاء سياسياً على خصومه السياسيين في قيادة فتح، وعلى رأسهم توفيق الطيراوي ومروان البرغوثي، وكلاهما عضو في اللجنة المركزية لفتح ويعتبرون أنفسهم خلفاء لأبو مازن، ويخطط الشيخ لتولي قيادة فتح من خلال عقد المؤتمر الثامن لفتح الذي ينتخب مؤسسات الحركة، توفيق الطيراوي كان الرئيس السابق للمخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية، واليوم عضو في اللجنة المركزية، تقرير لجنة التحقيق يتهمه بأعمال فساد ومحسوبية.
مرشح آخر هو مروان البرغوثي مهندس "المقاومة" للانتفاضة الثانية الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد 5 مرات في المعتقل الاسرائيلي. البرغوثي هو عضو في اللجنة المركزية لفتح ومنافس مر لأبو مازن وحسين الشيخ في استطلاعات الرأي العام الفلسطيني يكتسب شعبية كبيرة كخليفة محتمل لأبو مازن. خلال العام الماضي، أعلن مروان البرغوثي نيته الترشح للانتخابات المقبلة في السلطة الفلسطينية، وعمل أبو مازن وحسين الشيخ مع إدارة بايدن ومع إسرائيل لضمان عدم إطلاق سراحه في إطار التبادل الجديد للأسرى مع حماس على أساس أنه إرهابي سيخرب التنسيق الأمني للسلطة الفلسطينية مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وتقول مصادر في فتح إن حسين الشيخ نجح في إقناع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بالتعامل مع توفيق الطيراوي أولاً وجعله مثالاً لكبار مسؤولي فتح ولمن يجرؤ على تحدي قيادة أبو مازن وحسين الشيخ. والخطة هي أن يفعلوا لتوفيق الطيراوي ما فعله أبو مازن لمحمد دحلان عام 2011، اتهمه بالفساد وعزله من اللجنة المركزية لفتح وأراد مقاضاته، فر دحلان إلى الأردن ومن هناك لدولة الإمارات العربية المتحدة.
قبل ثلاثة أشهر اتخذ أبو مازن بالفعل بعض الخطوات ضد توفيق الطيراوي، فأقاله من رئاسة مجلس أمناء جامعة "الاستقلال" وسحب منه حراسه الشخصيين.
مصادر في حركة فتح تحذر من أن هذا سيف ذو حدين، فتوفيق الطيراوي يعرف الكثير من الأسرار الخفية لرئيس السلطة أبو مازن وقد يذهب في مهمة انتقامية إذا تم إقصاؤه من قيادة فتح ويفتح الصناديق المغلقة، ومن الأسرار الخفية التي يحملها إجابة سؤال من المسؤول عن وفاة ياسر عرفات.
اتهم في ذلك أبو مازن ومحمد دحلان بعضهما البعض بالمسؤولية عن وفاة ياسر عرفات، تقول مصادر رفيعة في فتح الآن إن المشتبه به الرئيسي في مقتل ياسر عرفات هو طبيب أسنانه الدكتور سعيد الطريفي الذي كان نقيب أطباء الأسنان الفلسطينية. هل كان يتصرف بتوجيهات أبو مازن أو عضو آخر بارز في السلطة الفلسطينية؟ ويقدر فريق التحقيق أنه سمم ياسر عرفات بحقن السم في جسده مباشرة من خلال إحدى أسنانه أو بإدخال السم في فرشاة الأسنان التي استخدمها. عندما جاء رجال الأمن الفلسطيني إلى منزله لاعتقاله بعد أشهر قليلة من وفاة عرفات، قيل لهم إنه توفي في ظروف غامضة، وبالتالي أغلق التحقيق.
تشير التقديرات إلى أن توفيق الطيراوي لديه معلومات شديدة الانفجار عن كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك تسجيلات وتوثيقات وقد يستخدم هذه المعلومات في أنسب وقت له لتصفية الحسابات.