هآرتس
مقال التحرير
ترجمة_حضارات
بن غفير … وزير الدمار
وزارة الأمن الداخلي هي إحدى الوزارات الحكومية الأكثر حساسية. إن الشرطة الإسرائيلية على احتكاك دائم مع التوترات السياسية والطائفية والاجتماعية والأمنية والقومية في "إسرائيل". يجب أن يتم تعيين شخص في منصب وزير الأمن الداخلي من منطلق المسؤولية والحساسية لهذه التوترات.
إيتامار بن غفير ناشط يميني متطرف يعتبر مئير كهانا أستاذه ومعلمه، في بلد يسود فيه توتر شديد بين اليهود والعرب، فإن تعيينه في هذا المنصب هو تحريض متعمد، ليس من قبيل المصادفة أن المفوض الحالي كوبي شبتاي يعتبر بن غفير محرضًا والشخص الرئيسي المسؤول عن أحداث عملية حارس الأسوار.
بن غفير هو مجرم مدان، لديه عدة إدانات جنائية، بما في ذلك التحريض على العنصرية ودعم منظمة إرهابية، وهذا يكفي لحرمانه من منصب الوزير المسؤول عن عمل الشرطة وهيئات تطبيق القانون. على الرغم من أن الوزير غير مخول بالتدخل في عمل الشرطة، فمن واجبه تحديد سياسة لها.
كما يهدد بن غفير بتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، المكان الذي يرتاده بانتظام. وزوجته عضوة في الفريق الذي يطلق على نفسه اسم "إدارة المسجد الأقصى"، والذي يعتبر اقتحام اليهود إلى الحرم هدفاً مركزياً، إن تغيير عادات المكان، ومنع اليهود من الصلاة فيه، ودعوة اليهود لاقتحام المسجد الأقصى، إلى جانب تغييرات أخرى، يمكن أن يشعل حريقًا في أكثر الأماكن حساسية في العالم.
أي تغيير في الحرم القدسي يمكن أن يؤثر على العلاقات السياسية بين "إسرائيل" والأردن ويهدد اتفاق السلام بين البلدين.
كما يريد بن غفير أن يجعل ظروف سجن الأسرى الأمنيين أسوأ، خلافا لما يدعيه اليمينيون وكأن الأسرى يعيشون في فندق، فهم في الواقع يعيشون في سجون قديمة، مكتظة وفي ظروف معيشية قاسية، إن التغيير إلى الأسوأ في ظروف الاعتقال قد يكون له تأثير مباشر على سلوك الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، ويسبب اضطرابات، ويثير حوادث عنف، بل ويضر بشرطة مصلحة السجون.
بالإضافة إلى ذلك، يريد بن غفير تخفيف شروط الحصول على ترخيص لامتلاك أسلحة، بحيث يحق لكل من خدم في الجيش الإسرائيلي تقريبًا امتلاك سلاح. قد يؤدي توفر الأسلحة إلى زيادة استخدامها، وهو ما يترجم في إيذاء الأبرياء، بمن فيهم النساء، وزيادة عدد حالات الانتحار.
إن تعيين شخص متطرف، له سجل جنائي وعنصري ومستفز كعضو في وزارة الأمن الداخلي، هو عمل استفزازي، والذي سيشير الى النوايا التخريبية له، صحيح أن هذه حكومة يمينية كاملة، لكن لا يوجد سبب لتعيين الشخص الذي يمكن أن يسبب لها أكبر قدر من الضرر في مثل هذا المنصب الحساس.