لأن عودة نتنياهو واليمين المتطرف للسلطة وما نسمعه منهم من تصريحات ومواقف معادية للفلسطينيين وللعرب عموماً استفزت حتى الغرب، واحتمال عودة ترامب في أمريكا، وتوغل إسرائيل في العالم العربي بالتطبيع الرسمي والعلاقات غير المعلنة وبعضها أكثر خطورة من التطبيع الرسمي، وكل ذلك لم يترك أية فرصة لتسوية سياسية عادلة كما كان يراهن الرئيس أبو مازن، لذا نكرر ما سبق وأن طالبنا به أكثر من مرة وهو أيضاً مطلب غالبية الشعب الفلسطيني، نتمنى على الرئيس أبو مازن الدعوة العاجلة لإجراء انتخابات عامة: المجلس الوطني، انتخابات تشريعية، انتخابات رئاسية، انتخابات محلية، وأن يضع الرئيس ثقته في الشعب ويترك له حرية اختيار من يحكمه، وعلى الشعب أن يختار ويتحمل مسؤولية اختياره ولا نعتقد أن شعبنا أقل تحضراً ووعياً من شعوب افريقية خاضت التجربة الديمقراطية -ولا نريد أن نستشهد بتجربة عدونا -، كما لا نعتقد أن من ينتخبهم الشعب سيكونون أكثر سوءاً من الطبقة السياسية الحالية.
نعرف أن إسرائيل ستضع عقبات، مثل مشاركة المقدسيين، لأنها لا تريد انتخابات قد تؤدي لاستنهاض الحالة الوطنية ولكن إن توفرت إرادة وطنية بإجراء الانتخابات يمكن تجاوز هذه العقبات، كما نعرف أن هناك محاذير كثيرة حول نتائج الانتخابات ولكن لم يعد هناك بديل عن حالة التكلس والعجز إلا العودة للشعب وخصوصاً بعد وصول حوارات المصالحة والتوافق إلى طريق مسدود، وشعبنا أصبح واعياً وأخذ درساً وعبرة من انتخابات يناير 2006.
إذا أصبحنا أمام اختيار أو مفاضلة ما بين الانتخابات بكل عقباتها ومحاذيرها من جانب، واستمرار الوضع على ما هو عليه، فنحن مع الانتخابات حتى وإن كانت مغامرة غير مضمونة النتائج.