الهجوم الغامض على الحدود السورية العراقية: رسالة لإيران؟

معهد بحوث الأمن القومي

د. كارميت فالينسي
​​​​​​​ترجمة_حضارات

الهجوم الغامض على الحدود السورية العراقية: رسالة لإيران؟


أفادت قنوات إعلامية سورية وإيرانية عن هجوم بطائرة مسيرة على الحدود السورية العراقية، قرابة منتصف الليل، الثلاثاءالهدف - قافلة شاحنات تحمل النفط الإيراني من العراق عبر سوريا متجهة إلى لبنان وبحسب أقوالهم، لم تقع إصابات، سارع مسؤول كبير في القيادة المركزية للجيش الأمريكي إلى نفي عدم وجود يد للولايات المتحدة في الحادث وأن الصحافة اللبنانية (الموالية لحزب الله) تلقي باللوم على "إسرائيل".


بعض فجوات المعلومات المثيرة للاهتمام: -


1. يبدو أن بعض الشاحنات كانت تحمل وقوداً بالفعل، لكن بحسب تقارير أخرى، كان بعضها محملاً بالذخيرة وكانت في طريقهم إلى حزب الله والمليشيات الشيعية في سوريافي هذه الحالة، شاحنات الغاز ليست بالتأكيد تمويهًا سيئًا.


2. تمت مرافقة الشاحنات وتأمينها من قبل قوات حزب الله، الأمر الذي يعزز التقييم بأنها شحنة أسلحة. وخلافًا لما ورد في تقرير لبناني وحزب الله عن عدم وقوع إصابات، تزعم مصادر محلية أن الانفجار أدى إلى مقتل ما بين 14 و20 شخصًا بينهم نشطاء من الميليشيات الشيعية.


3. تواصل إيران تسليم الأسلحة إلى سوريا ولبنان جواً وبحراً وبراً، سلسلة الهجمات على مطاري دمشق وحلب التي حدثت في الأشهر الأخيرة تجعل من الصعب على طهران نقل الذخائر جواً بالسرعة والتردد الذي تريده، وبالتالي فهي تستخدم قنوات نقل متنوعة، بما في ذلك الطريق القاري. الهجوم على قافلة الشاحنات على الحدود السورية العراقية يرسل رسالة لإيران مفادها أن الطرق القارية أيضًا ليست آمنة.


4. الإنكار السريع من جانب الأمريكيين يشير إلى الخوف الحقيقي من رد فعل إيراني عليهم. وذلك في ضوء المعادلة التحذيرية التي ظهرت مؤخرًا في المنطقة - الهجمات المنسوبة لـ "إسرائيل" ضد أهداف إيرانية تقابلها هجمات على قواعد أمريكية في سوريا والعراق.


5. أخيرًا، بينما حظي الموضوع أعلاه بتغطية واسعة في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية، فإن إشارة ملحوظة إلى سلسلة التفجيرات التي قام بها نظام الأسد وشركاؤه الروس في مخيمات اللاجئين في إدلب منذ بداية الأسبوع (6.11)، وأدى الهجوم على "الإرهابيين" إلى سقوط تسعة قتلى ونحو 80 جريحًا معظمهم من الأطفال، ولحقت أضرار بمخيمات اللاجئين التي هي في حالة سيئة على أي حال، ويبدو أن البعض اضطر إلى مغادرة المخيمات والنزوح لمرات عديدة إلى منطقة أخرى متضررة في سوريا.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023