معهد بحوث الأمن القومي
أودي ديكال
اعتباراً من 20 نوفمبر، ستتجه أنظار العالم إلى قطر، حيث ستقام بطولة كأس العالم لكرة القدم للرجال 2022، وبذلك، ستصبح قطر أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف البطولة المرموقة.
بفضل بيع مواردها من النفط والغاز الطبيعي، تحتل قطر مستوى من الثروة لا تستطيع معظم الدول (الصغيرة) تخيله، وهي من بين أكبر ثلاث دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، وقد أدى الارتفاع الأخير في أسعار الغاز إلى مستويات قياسية إلى تعزيز إيرادات قطر (بين يناير وسبتمبر من هذا العام، حققت أكثر من 100 مليار دولار من مبيعات الغاز).
في العقدين الماضيين، استثمرت الدوحة بكثافة في الرياضات الدولية، وتمكنت منذ 12 عاماً من إقناع، كما يزعم البعض من خلال رشوة مئات الملايين، بأنها المكان المناسب لاستضافة كأس العالم.
تعتبر قطر الرياضة أداة لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية ومصدر فخر وطني، وبالنسبة لقطر، الهدف هو أن تصبح موقعاً مركزياً للأحداث العالمية الكبرى، لجذب الاستثمار الأجنبي واكتساب شهرة عالمية.
كما تعد كأس العالم خطوة أخرى في تحسين علاقات قطر مع جيرانها الخليجيين، بعد حظر من جانبهم بين عامي 2017 و 2021.
وفي الواقع، الجيران مستعدون للترحيب بتدفق كبير من المشجعين، لأن قطر صغيرة بما يكفي لاستضافة أكثر من 1.5 مليون زائر.
لكن هناك أيضاً طعم مرير في استضافة كأس العالم في قطر، وهو نابع من موقف الإمارة القاسي والضعيف تجاه العمال الأجانب، الذين يشكلون أكثر من 95٪ من قوتها العاملة، وقُتل عدد كبير وغير معروف من العمال الأجانب أثناء تشييد البنية التحتية وملاعب كرة القدم، وتقارير عن ظروف عمل مرهقة، وحجب الأجور والتعويضات، والقيود المفروضة على حرية تنقل العمال الأجانب.
تُعرف قطر أيضاً بأنها دولة تمكنت من الاستمتاع بجميع العوالم، في حين أنها تعتمد عسكرياً على الولايات المتحدة وتستضيف أكبر وجود عسكري أمريكي في المنطقة، بما في ذلك مقر القيادة المركزية الأمريكية، فإن الأموال التي قدمتها لإيران في الاتفاقيات التجارية قوضت فاعلية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سياسة الضغط "على إيران.
إذا أكملت قطر الحدث دون عوائق، ستثبت للعالم أن دولة صغيرة لديها موارد طاقة وطموح كبير يمكن أن تلعب في مجال "الكبار".