دوافع المناورة العسكرية الجزائرية الروسية "درع الصحراء" 2022

انطلقت التدريبات العسكرية المشتركة، تحت شعار "مناورة درع الصحراء 2022م" بين القوات الخاصة الجزائرية ومثيلتها الروسية، يوم الأربعاء 16/نوفمبر، واستمرت ثلاثة أيام حتى 18/نوفمبر من الشهر الحالي، بقاعدة "حماقير" العسكرية بولاية بشار جنوبي الجزائر، والتي تبعد عن الحدود الغربية قرابة 80 كيلومتر فقط، حيث إن قاعدة حماقير بنتها فرنسا فترة احتلالها للجزائر عام 1903م، وفي سنة 1947 حولتها إلي أكبر قاعدة عسكرية صاروخية، بحيث أنتجت بها فرنسا أكثر من 17 نوع صاروخ بالستي، وكذلك أطلقت منها فرنسا أول صاروخ فضائي سنة 1960، والتي لم تسلمها فرنسا للجزائر إلّا في عام 1967.

وشارك في مناورة درع الصحراء 100 عنصر من القوات الخاصة الروسية، ومثلهم من الجيش الجزائري، وتعتبر هذه المناورة العسكرية البرية الأولى من نوعها في الجزائر، في إطار برنامج التعاون العسكري بين روسيا والجزائر، لتبادل الخبرات وتطوير الإمكانات بين البلدين لمواجهة ظاهرة الإرهاب الدولي.

وتتضمن المناورة العسكرية "أعمالاً تكتيكية للبحث عن الإرهابيين في الصحراء وتدميرهم"، وهي استمرار لمناورات مشتركة كانت قد جرت بين قوات من الجيشين الجزائري والروسي في أوسيتا الشمالية الروسية في أكتوبر 2021.  

وتأتي أهمية المناورة العسكرية درع الصحراء؛ بسبب التهديدات الأمنية في الجنوب "المناطق الصحراوية"، والتي تقدر مساحتها ضعفي مساحة فرنسا، في ظل الاضطرابات التي تعيشها دول جوار الجزائر، مثل ليبيا مالي والنيجر، حيث تتمركز بها تنظيمات إرهابية على غرار تنظيم داعش وأنصار الدين ومجموعات تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والتي حاولت تنفيذ عمليات داخل دولة الجزائر سابقاً، ما يتطلب أن يكون الجيش الجزائري على استعداد تام وجاهزية عالية.

وتعتبر هذه المناورة كغيرها من المناورات العسكرية، لها أهداف معلنة وأهداف غير معلنة، أما الأهداف المعلنة ما صرحت بها المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وهي البحث عن الجماعات الإرهابية وترصدها والقضاء عليها، وأنها غير موجها ضد طرف ثالث وفق تصريح الدولتين.

بحيث تم التدرب على كيفية مواجهة التهديدات الإرهابية ومكافحتها مثل كشف وتدمير الجماعات المسلحة، وأجريت في "بيئة صحراوية"، وتم خلال هذه المناورات، تنفيذ سلسلة أعمال قتالية بالذخيرة الحية وصفت بأنها محاكاة عملية عسكرية قامت بها الوحدات البرية والجوية والدفاع الجوي وقوات الإمداد عن الإقليم، بما يسمح بالتحكم في استعمال مختلف منظومات الأسلحة والتجهيزات العسكرية.  

بالإضافة إلى مساعدة روسيا الجزائر في مكافحة الإرهاب الدولي وكذلك الجريمة المنظمة الدولية العابرة للحدود في منطقة الصحراء عن طريق استخباراتها وقوات فاغنر العاملة في المنطقة.

أما الأهداف الخفية تندرج ضمن الصفقة العسكرية الضخمة، بين روسيا والجزائر والتي تتطلب:

1- تهيئة وتأهيل قاعدة حماقير العسكرية الصاروخية لمثل تلك المنظومات الصاروخية الروسية (S400- S500) للدفاع الجوي وكذلك الصواريخ الهجومية إسكندر وكاليبر بالإضافة إلى طائرات الجيل السادس سوخوي 57 وسوخوي 75 بين الجزائر وروسيا والتي تقدر بـ17 مليار دولار.

2- تهدف إلى تدريب القوات الجزائرية على تشغيل واستخدام تلك المنظومات الصاروخية التي قامت بشرائها مؤخرا".

إذ تعتبر الجزائر المستورد الأول للسلاح الروسي في أفريقيا، حيث أن 80% من سلاحها العسكري روسي الصنع.

من هنا تأتي تحذيرات الولايات المتحدة للجزائر، إذ تعتبرها أنها تمول الحرب الروسية الحالية على أوكرانيا عبر إبرام صفقاتها الكبيرة والتي تقدر 17 مليار دولار.



النتائج:

1- إن المناورات العسكرية للجيش الجزائري ذات طبيعة دورية لتعزيز قدراته واستعداداته لحماية حدوده".

2- "مناورات درع الصحراء" والتي قام بها 200 عنصر من الجيش، وعلى مساحة جغرافية تمثل ضعفي مساحة فرنسا الحالية، لا تحمل أي رسائل سواء للمغرب أو أوروبا".

3- تقوم الجزائر بتطوير قدراتها العسكرية بما يتناسب مع مكانتها الأفريقية والعربية الإقليمية، وكذلك استراتيجيتها الدولية.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023