"الثقب الأسود" للشاباك في القدس الشرقية
موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
بحسب مصادر أمنية، فقد حقق الشاباك نجاحات كبيرة خلال العامين الماضيين في إحباط هجمات خطيرة في القدس، ففي عام 2021 تم إحباط 17 هجومًا وفي عام 2022 تم إحباط 13 هجومًا، بما في ذلك عمليات استشهادية وزرع عبوات ناسفة وإطلاق نار وخطف.
ومع ذلك، يزعم كبار مسؤولي الشرطة أن شيئًا سيئًا يحدث للشاباك في القدس الشرقية، على عكس نشاطه الناجح في الضفة الغربية، في أعقاب الهجومين الأخيرين عند مدخل القدس وفي حي راموت حيث تعرض قتل اثنان من الإسرائيليين.
تعرض الشاباك لانتقادات لعدم تقديم معلومات وتحذيرات كافية حول الهجمات في منطقة القدس منذ بدء موجة العمليات الحالية.
وقد ظهر ذلك بالفعل في الهجوم على حاجز شعفاط الذي نفذه الشهيد عدي التميمي من مخيم شعفاط حيث قتل المجندة نوعا لازار، وتمكن الشهيد عدي التميمي من الإفلات من الشرطة والشاباك بعد الهجوم أكثر من أسبوع واختبأ في مخيم شعفاط وفي النهاية تم اغتياله من قبل حراس الأمن المدنيين فقط عندما خرج لتنفيذ عملية إطلاق نار أخرى على مدخل مدينة معاليه أدوميم.
التحقيق الذي أجراه الشاباك والشرطة في ملابسات الهجوم على حاجز شعفاط يكشف أن الشهيد عدي التميمي لم يتصرف بمفرده، لقد أعده لفترة طويلة مع قريبه مروان التميمي، لقد اشتريا السلاح بشكل مشترك، وخططا لتنفيذ هجوم مشترك، حتى أن مروان التميمي الذي كان في السيارة وقت الهجوم جانب عدي خطط لشراء أسلحة إضافية لشن مزيد من الهجمات.
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف تمكن هذان الشابان من الانزلاق تحت رادار الشاباك، ألا يمتلك الشاباك مصادر كافية توفر معلومات استخباراتية عن خلايا في القدس الشرقية تخطط لشن هجمات ضد إسرائيليين؟
كما أن العبوتين اللذين تم زرعهما مؤخرًا في القدس يؤكدان أيضًا بشكل أكبر على المشاكل في الحصول على المعلومات الاستخباراتية اللازمة من قبل الشاباك من أجل إحباط الهجمات في منطقة القدس، ويقول كبار مسؤولي الشرطة إن الهجومين الأخيرين يمثلان فشلًا كبيرًا لـ الشاباك.
التحقيق جار في ملابسات الهجوم المزدوج في القدس، وافتراض العمل هو أن هؤلاء أعضاء في خلية من القدس الشرقية، ويحملون بطاقة هوية زرقاء، وليس لديهم مشكلة في التنقل بحرية بين شطري المدينة.
لا يزال من غير الواضح للقوى الأمنية من أين جاءت العبوات الناسفة المتطورة التي تم تفجيرها عن بعد باستخدام جهاز هاتف خلوي، سواء أتت من مختبر في الضفة الغربية أو تم تحضيرها في مختبر أقيم في القدس الشرقية، والشاباك والشرطة لا يزالون يتحسسون في الظلام عن خبرها.
تزعم مصادر الشرطة أن مشاكل الشاباك في عدم تقديم معلومات استخبارية كافية حول ما يحدث في القدس الشرقية والمسجد الاقصى قد تم الكشف عنها بالفعل في أحداث ما بعد عملية "حارس الأسوار" في مايو 2021 وأن هذه هي المشاكل التي يجب على رئيس الشاباك أن يتعامل مع هذه القضايا بشكل أساسي.
انتقد الشاباك علنا في عدة نقاشات في شرطة القدس، وبحسبهم فإن فشل الشاباك في القدس الشرقية ينبع من عدة عوامل:
- منسقو الشاباك في منطقة القدس شباب ويفتقرون إلى الخبرة والدافع.
- المبالغة في الاعتماد على الاستخبارات الإلكترونية (Sygint) وإهمال مجال الاستخبارات وهو تنمية الموارد البشرية وتجنيد العملاء في القدس الشرقية.
- قلة المبادرة والرقي والإبداع في العمل الاستخباراتي في القدس الشرقية.
كل هذه الأسباب تتيح للنشطاء العمل بحرية تحت رادار الشاباك في القدس الشرقية والتحضير لهجمات، وكبار المسؤولين الأمنيين يرفضون هذه المزاعم، حسب قولهم إنها تعكس عدم الاعتراف بعمل الشاباك في القدس ولا أساس لها، وبحسبهم، منع الشاباك تصعيدا متعدد المشاهد في الشهر الأخير من رمضان.
كما تتعرض شرطة القدس وقوات الأمن التابعة لها لانتقادات حادة من الجيش الإسرائيلي لعدم الانضباط العملي، أدى الإخفاق الأمني في حاجز شعفاط الذي تم الكشف عنه في الهجوم الأخير إلى أمر رئيس الأركان كوخافي بإخراج جميع جنود الجيش الإسرائيلي من حواجز الحرس الأمني بعد الأداء السيئ لضباط الحرس أثناء الهجوم الذي قتلت في المجندة نوعا لازار، الأمر الذي أثار رد فعل غاضب من مفوض الشرطة شبتاي.
ممنوع التسبب في ظلم الشاباك وأفراده الذين يعملون بجد وإخلاص على مدار الساعة وينجحون في أغلب الأحيان في الحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين وإحباط الهجمات، لكن انتقاد أنشطة الشاباك في القدس الشرقية لا ينمو بدون سبب، مصادر مطلعة على أنشطة الشاباك في منطقة القدس لاحظت منذ فترة طويلة في النواقص المذكورة أعلاه والانتقاد الموجه للشين بيت يأتي بهدف تصحيح النواقص وليس الهجوم عليهم.
لذلك، سيفعل رئيس الشاباك رونين بار بلاءً حسنًا إذا قرر فحص الانتقادات والادعاءات المتعلقة بأنشطة الشاباك في منطقة القدس وإخراج الدروس الاستخباراتية والعملياتية اللازمة لتصحيح الوضع بسرعة، "إسرائيل" في خضم حرب ضد المقاومة.