العمادي يحافظ على الهدوء في قطاع غزة ويوقف التصعيد خلال المونديال

القناة ال12

سبير لفكين


في الوقت الذي لا توجد فيه حكومة جديدة في الأفق ولا تزال التوترات مستمرة في الضفة الغربية، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في الليل بين السبت والأحد صواريخ من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل"، ومع ذلك، يبدو أنه كان هناك هدوء منذ ذلك الحين -بسبب الضغط من قطر، التي تستضيف كأس العالم.

وأفادت صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله، أمس -الاثنين-، عن مصدر في الفصائل الفلسطينية بغزة أن الوسيط القطري محمد العمادي والوسيط المصري نجحا في وقف التصعيد في قطاع غزة.

وقال مصدر في الفصائل: "الاتصالات المكثفة التي تجريها قطر ومصر تهدف إلى منع التصعيد الذي سيؤدي إلى تشتيت انتباه العالم عن مباريات المونديال في قطر".

في السنوات الأخيرة، غادر العمادي منزله مراراً وتكراراً في الدوحة وزيارة أعضاء حماس في غزة، وغالباً ما يقوم برحلة إلى الاتجاه الآخر "إسرائيل"، ويلتقي مع كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية -خاصة خلال الأوقات العصيبة ولكن أيضاً بشكل روتيني.

وفي الآونة الأخيرة، مع افتتاح المونديال، جاء المبعوث القطري لزيارة غزة لإيصال رسالة واضحة إلى حماس، رسالة غير غامضة، وناشدهم ولوح برافعة الضغط أمامهم قائلاً: "غزة تبقى هادئة خلال المونديال".

العمادي الذي يحمل اللقب الرسمي لرئيس لجنة إعمار قطاع غزة، يسير مثل الطاووس الذي يعتقد أن على الأطراف أن تتماشى مع مواقفه، لكونه يسيطر على نقود الأموال القطرية.

هذا هو نفس الصنبور الذي يحول المنحة القطرية إلى قطاع غزة، ويمول مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة ويضع جدول الأعمال لملايين السكان على جانبي السياج، رجل أعمال واحد يؤثر على المنطقة بأكملها.

اسم محمد العمادي، لكن تركيبة كلمات المنحة القطرية -وهي 30 مليون دولار والتي يوزعها، فأنتم بالتأكيد على دراية بها.

هذه هي نفس الدولارات التي توزع كل شهر على حوالي 100،000 عائلة محتاجة في قطاع غزة لإحلال الهدوء. 

بمعنى ما، أصبحت حماس بالفعل "مدمنة" على هذه المنحة ويبدو أنه حتى مع تغيير الحكومات في "إسرائيل"، استمروا في الاعتماد على المنقذ القطري الذي يجلب الهدوء.

وفي العام الماضي، تغيرت الآلية قليلاً، ثلث المبلغ المخصص لموظفي حماس -لم يعد يسير كما هو مخطط له، لكن قاطرة وقود تموينية تنقل عبر مصر بقيمة 10 ملايين دولار، منظمة حماس لا تدفع ثمن الوقود وبهذه الأموال تدفع رواتب موظفيها.

وأضاف المصدر: "أن الفصائل الفلسطينية طالبت بالضغط على "إسرائيل" لوقف عملياتها في الضفة والقدس". 

وأوضح أن الشارع الفلسطيني يمارس ضغوطاً كبيرة على الفصائل من أجل الرد على الأعمال الإسرائيلية، كقتل المواطن عمر مفلح التي نفذ عملية الطعن في حوارة يوم الجمعة.

بينما تتجه أنظار العالم بأسره إلى مباريات المونديال في قطر، تواصل المؤسسة الأمنية قيادة الخطوات لإعادة تأهيل قطاع غزة، وعلى رأسها حصة التصاريح لسكان قطاع غزة، والتي تبلغ حاليًا 17 ألفاً بناءً على مفهوم أن الإجراءات المدنية هي مفتاح الأمن والهدوء والاستقرار في المنطقة. 

في الوقت نفسه، يواصل الجيش الإسرائيلي التمسك بمعادلته -التي بموجبها يتم مواجهة كل إطلاق صاروخ بهجوم على أهداف منظمة حماس، صاحبة السيادة في قطاع غزة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023