موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
يشعر رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، البالغ من العمر 87 عامًا، بمأزق سياسي حاد في ظل التطورات على الساحة الدولية وصعود الحكومة اليمينية إلى السلطة في "إسرائيل".
الفلسطينيون ليس لديهم أفق سياسي وإدارة بايدن لا تفي بوعودها للفلسطينيين وحتى الآن لم تعلن عن نقل القنصلية الأمريكية إلى القدس الشرقية، والإدارة منشغلة بالقتال ضد المحور الناشئ بين روسيا والصين وإيران ضد الولايات المتحدة.
في المنطقة نفسها، تم تقويض الوضع الأمني في الضفة الغربية بينما يحافظ قطاع غزة على الاستقرار والهدوء الأمني، تمكنت منظمة حماس من حرق أراضي الضفة الغربية تحت أقدام "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية وتنتظر بصبر جني ثمار التصعيد.
لقد فقدت السلطة الفلسطينية دعم غالبية الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية وسيطرتها الأمنية في منطقتي نابلس وجنين، وينظر إلى السلطة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني كمقاول أمني لـ"إسرائيل" وحكومة فاسدة وديكتاتورية.
وعلى خلفية هذه التطورات، عقد رئيس السلطة الفلسطينية هذا الأسبوع الاجتماع العاشر للمجلس الثوري لحركة فتح في رام الله لعرض خطة عمله ضد حكومة نتنياهو الجديدة "خارطة الطريق" التي رسمها أبو مازن، لا يشمل ذلك انتفاضة مسلحة جديدة، وعقد التجمع في رام الله تحت عنوان "مقاومة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني بكافة الوسائل القانونية".
واستعرض رئيس السلطة الفلسطينية في خطابه تطورات القضية الفلسطينية والوضع الأمني في الضفة الغربية، مشددًا على "جرائم" الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بحق الفلسطينيين وعلى رأسها مقتل المواطن عمر مفلح الذي قُتل رميا بالرصاص في قرية حوارة بعد أن طعن شرطي بسكين.
وبحسب المعطيات التي قدمها أبو مازن، فقد قتل 211 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري. كانت الخطة التي قدمها رئيس السلطة الفلسطينية تهدف إلى مواجهة حكومة نتنياهو الجديدة في محاولة لترسيخ موقف عربي موحد وحشد الدعم الدولي للنضال الفلسطيني:
* تصعيد "المقاومة الشعبية"، من دون استخدام السلاح الناري ولكن باستخدام الحجارة والزجاجات الحارقة والمظاهرات وقطع الطرق وإحراق الإطارات.
* نشاط سياسي وإعلامي ضد الرواية الصهيونية "الزائفة" المخالفة للرواية الفلسطينية.
* تشكيل لجنة وزارية من الدول العربية لمهاجمة "إسرائيل" في الساحة الدولية.
* التمسك بمبادرة السلام العربية.
* الحصول على دعم الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم الطلب الفلسطيني بقبول "دولة فلسطين" كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
* تقدم في محادثات المصالحة بين حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى في محادثات المصالحة في الجزائر، بشرط موافقة الفصائل على شروط المجتمع الدولي بشأن القضية الفلسطينية.
* تقوية الاقتصاد الفلسطيني والمؤسسات الوطنية.
* إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عامة بما في ذلك القدس الشرقية.
تشير "خارطة الطريق" التي قدمها رئيس السلطة الفلسطينية إلى الإحباط الكبير للسلطة الفلسطينية؛ بسبب عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وكان أبو مازن حريصًا جدًا على عدم دعم انتفاضة مسلحة جديدة، في الانتفاضة الثانية عام 2000، وعبر عن معارضته الشديدة لذلك خلافًا لياسر عرفات ويعتقد أن انتفاضة مسلحة جديدة ستلحق الضرر بالفلسطينيين.
الشارع الفلسطيني غير مبال بـ «خارطة الطريق» التي وضعها رئيس السلطة الفلسطينية، فبالنسبة له لا جديد فيها، وهي تعكس ضعف السلطة التي لا تستطيع أن تقدم أي شعاع من نور أو أمل للفلسطينيين.
تعارض حماس بشدة المصالحة الوطنية التي اقترحها أبو مازن والشرط الذي حدده بقبولهم لشروط المجتمع الدولي، أي الاعتراف بـ"إسرائيل" وإدانة "الإرهاب"، تقود حماس خط الكفاح المسلح ضد "إسرائيل" وتحاول إحداث انتفاضة مسلحة جديدة ضد "إسرائيل".