الكاتب/ مهند شريم
7/12/2022
أفصح الجيش الإسرائيلي مؤخرا عن نيته التوجه للجنة الخارجية والأمن في الكيان، للسماح له باستدعاء قوات احتياط إضافية تتجاوز الحد المسموح به؛ لأجل استخدامها في عملياته في الضفة الغربية؛ على إثر انتشار واستمرار مواقع المواجهة بين الشباب الفلسطيني وجيش الاحتلال.
وتجدر الإشارة أن القانون الإسرائيلي يسمح باستدعاء عدد محدد من الكتائب العسكرية الاحتياطية مرة واحدة كل ثلاث سنوات، ولكن اتضح أن الجيش الإسرائيلي وبسبب اتساع رقعة المواجهة في الضفة الغربية رغم محدوديتها؛ كان قد استنفذ كامل حصته من الاحتياط منذ العام الماضي، هذا وقد أوضح الخبراء أن الجيش استدعى أكتر من خمسين كتيبة احتياط أرسل معظمها إلى الضفة الغربية، وأن حجم الاستدعاء خلال العام القادم من المتوقع له أن يصل إلى ستة وستون كتيبة، تستدعي استثنائيا خارج الكمية المسموح بها، وذلك ليتمكن الجيش من الانتشار في كامل مساحة الضفة الغربية وتغطية بؤر المواجهة من جهة، ومن جهة أخرى تمكين القوات النظامية من الاستراحة والتدريب الذي تحتاجه.
ولكي نفهم مدى حاجة الجيش لمثل هذه القرارات الاستثنائية والاستدعاءات الملحة لقوات الاحتياط؛ فقد أشار خبراء الجيش أن الجيش الإسرائيلي كان يحتاج إلى ثلاثة عشرة كتيبة للسيطرة على الضفة الغربية في وقت الهدوء؛ واليوم ومنذ آذار/ مارس صار الجيش يحتاج إلى خمسة وعشرون كتيبة، هذا بالإضافة إلى الوحدات العسكرية الخاصة التي تعمل هناك صباح مساء.
ومما يزيد من الصعوبات على الجيش وسيزيد الحمل على قوات الاحتياط، النتائج المتوقعة للائتلاف المتوقع للحكومة ونقل صلاحيات السيطرة على قوات حرس الحدود العاملة في الضفة الغربية، والبالغ عددها ست عشرة سرية من الجيش الإسرائيلي، إلى وزارة الأمن الوطني بقيادة المتطرف (بن غفير)، وهذا يعني تعويض هذه القوات بقوات احتياطية مما يزيد العبء عليها وعلى المجتمع الإسرائيلي؛ خاصة وأن الاحتياط هم أبناء وبنات الشعب الإسرائيلي العامل بشكل قوي في الاقتصاد وبكل مؤسسات الدولة، وقد عمل الجيش جاهدا من أجل تقليل هذه التكاليف من خلال:
1- إدخال وسائل تقنية وتكنولوجيا متقدمة في عمليات الجيش، لتعزيز مبدأ السيطرة والتحكم عن بعد وتقليص الاحتياج للعامل البشري.
2- إعطاء جنود الاحتياط ومشغليهم في القطاع الاقتصادي العديد من الحوافز والامتيازات، لزيادة الدافعية لديهم وعدم تهربهم من الخدمة.
كل هذه الحالة من الإرباك والاحتياج لدى الجيش، تأتي من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، لا زالت على نيران هادئة لم تشمل محافظات الوطن؛ ولم تعطي التنظيمات المقاومة كل ما لديها كما حصل في انتفاضة الأقصى؛ ولا زال الطابع الفردي يصبغ العمل المقاوم، فكيف إذا تغير الحال؟.