هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
بينما سافر مفوض الشرطة، كوبي شبتاي، إلى كريات أربع لتقديم احترامه للوزير المكلف، إيتمار بن غفير، في احتفالات ابنته لبلوغها سن التكليف، اختار الأخير نشر مشروع قانون لتغيير صلاحيات الشرطة. للاقتراح، الذي تم تقديمه لاحقًا للاتفاق بين عوتسما يهوديت والليكود، سيضع وزير الأمن القومي سياسة جهاز الشرطة، وسيكون مسؤولاً عن ميزانية الشرطة (التي سيتم تحديدها بشكل منفصل عن مشروع قانون ميزانية الدولة) والمفوض سيكون خاضعا له مباشرة.
هذا مشروع قانون جدلي، يضع جهاز التنفيذ في "إسرائيل" في يد مجرم مدان، ويضع الشرطة كأداة في يد سياسي متطرف، دون أي ضوابط أو قيود. الاقتراح الذي يتوقع إقراره حتى قبل تشكيل الحكومة سيحول الشرطة من هيئة مستقلة إلى خادم خطير له.
ويعرف شبتاي جيدًا من هو بن غفير، حتى أنه في الماضي جعله مسؤولاً عن أحداث حارس الأسوار، وعلى الرغم من ذلك، اختار أن ينحني له ويحابيه، ومنذ حوالي شهر، حرص على تحديد موعد لقاء مسامحة مع بن غفير أمام الكاميرات، في حدث في مشمار هشيفا.
الذروة، كما ذكرنا، كانت يوم الخميس الماضي، عندما ظهر بالزي الرسمي في احتفالات ابنة بن غفير في محاولة لإرضاء الشخص الذي لجأ في اليوم السابق إلى المستشارة القانونية للحكومة وطالبها بوقف جميع التعيينات في الشرطة حتى أداء الحكومة اليمين.
في تحول شبتاي، أصبحت الشرطة سياسية، وأداة في يد مجرم مدان وناشط يميني متطرف كان رئيس فريقه هدفًا للشاباك. وماذا يفعل الرجل الذي ينظر إليه الجمهور على أنه المدافع عن القانون والحارس ضد التعدي على حقوقه الأساسية؟ مرة بعد مرة يختار أن يتجاهلها من قبل أولئك الذين يروجون لهذه العمليات الخطيرة، والرسالة التي ينقلها شبتاي إلى ضباط الشرطة تحت قيادته واضحة: التعالي وإطراء السياسيين هي الطريقة التي يعتقد أن على شرطة "إسرائيل" أن تسلكها.
يجب على المفوض الذي يرى مصلحة الشرطة والجمهور أمام عينيه وأن يعارض علناً تبعية الشرطة للسياسيين وأن ينقل رسالة واضحة حول أهمية استقلالية الشرطة، ولكن من فشل في حماية أرواح المشاركين في أحداث ميرون، في التحضير والتعامل مع أحداث حارس الأسوار، وفي الحفاظ على السلامة الشخصية، قد فشل الآن حتى في اختبارنا الكبير.
في الوقت الذي يحاول فيه بن غفير تعيين نفسه رئيسًا مفوضًا، لا ينبغي أن يتصرف شبتاي كدمية. وإذا كانت مصلحة البلد في عينيه، فعليه أن يضع حدودًا واضحة بينه وبين بن غفير وأن يعمل بكل قوته لكي تخدم الشرطة كل الجمهور في "إسرائيل" ولا تصبح شرطة لليمين المتطرف.
