موقع نيوز 1
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
تأسس تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كانون الأول / ديسمبر 1967، على يد جورج حبش ووديع حداد، ونفذ منذ ذلك الحين وحتى اليوم مئات العمليات التي راح نتيجتها المئات من المستوطنين الإسرائيليين، من بين أعماله الشهيرة عملية مطار اللد ومقتل الوزير رحفئام زئيفي.
تدعو المنظمة إلى تحرير كل "فلسطين" من خلال الكفاح المسلح، وإقامة دولة فلسطينية وعلمانية.
بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، واصلت المنظمة تنفيذ العمليات، على الرغم من كونها جزءًا من منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بدولة "إسرائيل" وتعهدت بوقف الأنشطة المعادية.
عارضت المنظمة اتفاقيات أوسلو وانتقدت السلطة الفلسطينية بشدة، لكنها شاركت في انتخابات مجلس النواب الفلسطيني عام 2006، ولاحقًا قبلت منظمة الجبهة الشعبية مبدأ قيام دولتين، وإمكانية إجراء مفاوضات مع "إسرائيل" رغم معارضتها لاتفاقيات أوسلو.
يبدو الآن أن مواقف التنظيم قد عادت إلى التطرف مرة أخرى، على خلفية موجة العمليات التي تنفذ في الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، وصعود اليمين إلى السلطة في "إسرائيل".
في مايو الماضي انتخب الدكتور جميل مزهر لمنصب نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، كما أذكر، فإن الأمين العام أحمد سعدات معتقل في "إسرائيل"، بسبب ضلوعه في اغتيال الوزير رحفئام زئيفي.
في مناسبة بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لتأسيس منظمة الجبهة الشعبية، ألقى مزهر كلمة أعلن فيها عودة منظمته إلى استراتيجيتها السابقة لتدمير دولة "إسرائيل".
وأعلن مزهر "أزلنا قبول الحلول على مراحل"، مضيفًا أن "حرب روسيا في أوكرانيا ستضع الأسس لإنهاء السيطرة الأمريكية على العالم العربي".
وقال جميل مزهر في مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية في 13 كانون الأول (ديسمبر): "لاحظنا أن الحل المرحلي كان بوابة لتقديم المزيد من التنازلات لـ"إسرائيل"، التي خطت على اتفاق أوسلو وتريد اليوم ضم كامل منطقة الضفة الغربية.
لذلك نقول اليوم؛ إننا شعب كل فلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر، والكيان (الصهيوني) تجمع من كل أنحاء العالم، لإقامة وطن على أنقاض الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى جهود المصالحة الجزائرية التي تتوسط بين الفصائل الفلسطينية، وقال: إن "المفتاح بيد أبو مازن الذي يستطيع أن يبدأها".
وعارض شرط رئيس منظمة التحرير الفلسطينية أبو مازن للمصالحة، بأن توافق جميع الفصائل الفلسطينية على شروط المجتمع الدولي، وهي الاعتراف بـ"إسرائيل"، وإدانة المقاومة، وقبول الاتفاقات الموقعة بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير.
وأشاد بموقف سوريا تجاه الفلسطينيين ومصالحة نظام الأسد مع حركة حماس، وقال إن لقاء الرئيس بشار الأسد مع ممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق، بمن فيهم ممثلين عن حماس، هو بداية لإعادة العلاقات بين النظام السوري وحركة حماس.
كما أشار إلى إنشاء الإدارة الحكومة في "إسرائيل"، وقال إنها لا تختلف عن سابقاتها؛ ويجب على السلطة الفلسطينية أن تفهم أن لديها خطة لتفكيك السلطة، وتحويلها إلى جمعيات قروية تخدم أمن "إسرائيل".
وقدر أن موجة العمليات الحالية في الضفة هي انتفاضة جديدة ستزداد قوة، منظمة الجبهة الشعبية "تنحاز" إلى حركة حماس، وتعيد تبني أيديولوجيتها على غرار أيديولوجية حماس، فيما يتعلق بتدمير دولة "إسرائيل" وإنكار خيار التفاوض.
المنظمات الفلسطينية تشجعت من تداعيات الحرب في أوكرانيا والتقارب بين روسيا وإيران والصين، وتقدر أن ذلك سيؤدي إلى نهاية النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وإضعاف "إسرائيل" وتقوية الفصائل الفلسطينية.