بقلم:
رجائي الكركي
كاتب ومختص في الشأن الإسرائيلي
حينما عجز الثعلب عن حصوله على عنقود العنب المتدلي من غصنٍ مرتفع، ومحاولاته المتكررة دون جدوى، قال: "إنها ثمار حامضة، لم أعد أريدها".
حاولت "إسرائيل" التزام الصمت للرد على رسائل إنطلاقة "حماس"، لكن حماس حطّمت ذاك الصمت بابتزازٍ واضح، تمثّل بإظهار بندقية لأحد الجنود الأسرى لديها أمام الملأ، لتضع قادة الكيان "الإسرائيلي" أمام أمرين: الأول – جمهور "إسرائيلي" يعيش في وهم وكذب، تبدع صناعته حكومتهم، يتمثّل بحقائق تملكها حماس تدحض أقوال الساسة "الإسرائيليين"، بأن لا جهود تبذل لإعادة الجنود الأسرى.
التحدي الآخر، استطاعت حماس رغم فارق القوّة الشاسع مع المحتل، أن تثبت فعلاً أن منظومة الأمن "الحمساويّة"، تعمل بجدارة فائقة، رغم مرور سنوات على أسْر الجنود، وأنها أنهكت "إسرائيل" استخباراتياً وأمنياً، وأهانتها أمام جمهورها، فصدر عجزها المتلعثم، على صدر صُحفها العبريّة: "انّها حرب نفسيّة تقودها حماس ضدنا"، لينطبق قول الثعلب بعد عجزه: "إنها ثمار حامضة".