موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
امتدت التظاهرات في الأردن خلال عطلة نهاية الأسبوع من جنوب المملكة إلى العاصمة عمان، وطالب آلاف المتظاهرين بإسقاط النظام. وبدأت المظاهرات بالفعل في جنوب الأردن قبل نحو أسبوعين، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الوقود، في البداية تظاهر سائقو الشاحنات وأعلنوا إضرابًا، ثم انضم إليهم سائقو سيارات الأجرة والحافلات، كما حدث إضراب تجاري في عدة مدن.
وأثناء تفريق التظاهرات جنوب الأردن، استشهد نائب قائد شرطة معان برتبة نقيب اسمه عبد الرزاق الدلابيح بنيران مسلحين بين المتظاهرين وجرح 48 من عناصر الأمن الأردني. اعتقلت القوات 44 مثيري شغب.
وعمد الجيش الأردني إلى زيادة قواته في جنوب المملكة لمنع المزيد من التظاهرات، ووزع العديد من المواطنين الأردنيين مقاطع فيديو لأعمال الشغب التي اندلعت في جنوب الأردن ومنطقة العاصمة، وردت السلطات الأردنية بإغلاق تطبيق "تيك توك" لبضع ساعات.
من جانبه قام الملك عبدالله، يرافقه ولي العهد الحسين بن عبدالله، ورئيس الأركان الفريق عبد الله المعايطة، بزيارة تعزية لمدينة جرش في منزل الضابط المقتول من قبيلة بني حسن.
وقال الملك لممثلي وسائل الإعلام إن الأردن لن يقبل المساس بالأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة وأنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات للتعامل مع جميع المخالفين للقانون.
كما أشار الملك إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه المملكة وقال إن "للمواطنين الحق في التعبير عن آرائهم بطرق سلمية".
ويعاني الأردن من أزمة اقتصادية حادة تفاقمت بفعل أزمة كورونا، حيث وصل معدل البطالة بين جيل الشباب إلى 50 %، وخط الفقر 24 %، والدين الوطني وصل إلى 47 مليار دولار.
وأدى إضراب سائقي الشاحنات وسيارات الأجرة والحافلات في الأسبوعين الماضيين إلى توقف ميناء العقبة وعشرات المصانع. بعد أعمال الشغب التي اندلعت، دعت الولايات المتحدة مواطنيها إلى عدم زيارة جنوب الأردن.
الملك عبد الله يشعر بقلق بالغ إزاء اندلاع أعمال الشغب في جنوب الأردن وانتشارها إلى العاصمة العظيمة عمان، وهو يخشى أن تحاول عناصر إسلامية متطرفة داخل الأردن وعناصر معادية خارج الأردن تأجيج أعمال الشغب لزعزعة استقرار حكومته.
وأمر الجيش الأردني بالقبض على المسلحين الذين أطلقوا النار على قوات الشرطة في جنوب الأردن وقتلوا نائب قائد شرطة معان وجرحوا العشرات من عناصر الأمن، وكان الجيش الأردني يستعد لعملية عسكرية واسعة النطاق بالاشتراك مع قوات الأمن العام للقبض على من عُرفوا بـ "الإرهابيين المسلحين".
الملك يستخدم طريقة "العصا والجزرة"، وأعلن أنه مستعد لاحتجاج مدني على الوضع الاقتصادي الصعب دون عنف للتنفيس عن الزخم، لكنه أمر من ناحية أخرى قوات الأمن الأردنية بقمع أي شيء بقوة كبيرة لأي مظاهر جديدة للعنف.
ويقدر مسؤولون أمنيون أردنيون أن تجار المخدرات في جنوب الأردن حاولوا إشعال الشغب وأنهم مسؤولون عن استخدام الذخيرة الحية ضد قوات الشرطة الأردنية لإثارة الفوضى الأمنية.
وتشير التقديرات إلى أن الملك سيتعين عليه التحرك لخفض أسعار الوقود لتهدئة الشارع الأردني. التخوف من أن يؤدي استمرار التظاهرات إلى استقالة الحكومة أو أن يحلها الملك لتهدئة موجة الاحتجاج.
في الأردن، هناك انتقادات متزايدة للحكومة التي فشلت في إيجاد حلول اقتصادية للأزمة وتتبنى سياسة قصيرة النظر، حتى الآن فشلت الحكومة في معالجة جميع القضايا الاقتصادية، مما أدى إلى هروب المستثمرين وزيادة في معدلات البطالة.