موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
الأجواء في المملكة الأردنية متوترة للغاية بعد أحداث الأسبوع الماضي التي اندلعت فيها مظاهرات عنيفة، انطلقت في جنوب الأردن وامتدت إلى العاصمة الرباط عمان فيما دعا المتظاهرون إلى إسقاط النظام.
وانتشر الجيش الأردني بأمر من الملك عبد الله في مناطق حساسة لمنع انتشار التظاهرات، وقامت قوات الأمن الأردنية باعتقالات وقائية لنشطاء قالت إنهم يحاولون تأجيج التظاهرات.
من بين آخرين، تم اعتقال ماجد الشراري رئيس بلدية معان السابق، و3 آخرين من كبار النشطاء في حركة الإخوان المسلمين.
ويقدر مسؤولون أمنيون أردنيون أن حركة "الإخوان المسلمين" تدفع باتجاه اضطرابات مدنية في المنطقة، تشمل إغلاق الطرق الرئيسية وإضرابات تجارية وإضرابات للشاحنات وسيارات الأجرة والحافلات.
ونشر حزب "جبهة العمل الإسلامي" المحسوب على حركة "الإخوان المسلمين"، بيانا ضد قمع التظاهرات وطالب الحكومة الأردنية بالسماح بحرية التعبير.
الملك عبد الله يتعرض لضغوط كبيرة، في السنوات الثلاث الماضية مر الأردن بوضع اقتصادي صعب: أزمة كورونا والبطالة وزيادة أسعار الغذاء، والوقود ومحنة اللاجئين المقيمين في الأردن، الاضطرابات في المجتمع الأردني ليست فقط من الفلسطينيين ولكن أيضا من القبائل البدوية، على سبيل المثال قبيلة بني حسن وقبيلة بني حميدة.
إنهم يعارضون البيت الملكي علنًا وأيضًا ضد الحكومة التي يتهمونها بسوء إدارة الأزمة الاقتصادية، إنهم يطالبون بتشكيل "حكومة إنقاذ وطنية".
الملك عبد الله لا يستبعد إمكانية إعلان حالة الطوارئ إذا انتشرت الاحتجاجات، أدى انتشار الجيش الأردني في جنوب الأردن إلى تقليص التظاهرات، لكن في مدينة الكرك في بداية الأسبوع كان هناك إضراب عام احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، ولا يتنازل الجمهور في التظاهرات عن المطالبة بخفض أسعار المحروقات ويدفع الحكومة للاستسلام لمطالبها.
لا يتولى زمام الأمور
ظاهرة أخرى تقلق الملك عبد الله هي عودة الجماعات الجهادية المسلحة في جنوب الأردن، إحدى هذه المجموعات هي التي أطلقت الأسبوع الماضي، النار على نائب مدير شرطة معان الدكتور عبد الرزاق الدلابيح وقتل.
ويزعم مسؤولون أمنيون أردنيون أن هذه الجماعات تستند إلى تجار مخدرات وإرهابيين جهاديين، كانوا في سجن أردني وأفرج عنهم في الأشهر الأخيرة.
وداهمت القوات الأمنية الأردنية، مطلع الأسبوع، أفراد عائلة جهادية في منطقة الحسينية التابعة لقضاء معان، قتلوا أحد أفراد الأسرة المشتبه به في مقتل العقيد عبد الرزاق الدلابيح.
وأسفرت المداهمة عن مقتل 3 من رجال الشرطة الأردنية وإصابة 5 آخرين، ألقت القوات الأمنية الأردنية القبض على 8 مشتبه بهم وضبطت كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، وفرضت تعتيمًا تامًا على التحقيق.
ويخشى الملك عبد الله من أن الجماعات المسلحة تدار من قبل جهات خارجية مثل جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعمل ضد النظام الأردني بالتنسيق مع إيران.
ويتوقع الأردن من إدارة بايدن أن تساعده اقتصاديا، وكذلك بعض دول الخليج التي لا يهتم أي منها بانهيار الأردن وتعزيز القوى الإسلامية فيه.
لقد أخطأ الملك عبد الله عندما عين بشير الخصاونة في منصب رئيس الوزراء، فهو لا يسيطر على الوضع الاقتصادي الصعب والحكومة شبه معطلة في المجال الاقتصادي.
التحدي الذي يواجه الملك عبد الله الآن هو تهدئة الوضع في الأردن، تشير التقديرات إلى أنه سيحل الحكومة قريبًا ويخفض أيضًا أسعار الوقود، في محاولة لمنع ظاهرة الاضطرابات المدنية التي تهدد حكمه.