تغريدات الانطلاقة

د. ناصر ناصر

كاتب وباحث سياسي

بقلم:
ناصر ناصر  

17-12-2022

.حماس المجد والعز والفخار قدمت أكثر مما هو متوقع من حركة تحرر محاصرة ومظلومة، ولكن موضوع تحرير الأسرى ما زال جرحًا نازفًا يتطلب قرارًا شجاعًا كما تعودنا.    

إن لله عباداً إذا أرادوا أراد.


تميز مهرجان انطلاقة حماس 35 بالحشد الكبير والمميز للشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبالتنظيم الدقيق لكل تفاصيل الاحتفال وبالرسائل التي حملها للعديد من الجهات والأطراف، وقد كان الحشد استفتاء على مدى تأييد الفلسطينيين لحركة حماس مقابل التراجع الكبير لحركة فتح بقيادة محمود عباس كتأكيد آخر لاستطلاعات الراي المستمرة منذ سنوات وآخرها استطلاع المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية بالامس.

أما رسالة المهرجان حول الاسرى والتي تضمنت إشارة مكتومة من القسام بأن هدار قد يكون ما زال حيًا في تعزيز لسياسة الغموض القائمة منذ مدة.

اما حول اغلاق الملف فقد يكون هذا مريحًا لدولة الاحتلال ولكن التهديد بإيجاد البدائل الأخرى قد يثير المخاوف لدى الاحتلال.


بندقيةٌ في واد!!  

لا يبدو بأن عرض بندقية الضابط هدار قد أثّر بشكل إيجابي في موضوع الاسرى، كما كان متوقعا من قبل كل من ينتقدون سياسة الغموض التي تتبعها المقاومة لإنجاز تبادل أسرى، وعليه فان آفاق تحرير الأسرى تتضائل بصورة جوهرية، والمسؤولية الأولى في تحرير الأسرى تقع على عاتق احرار الشعب الفلسطيني وليس أعداؤه الذين وضعوا نصب أعينهم باستمرار احتجاز الاسرى وكي وعي الشعب الفلسطيني بان الأسير سيمكث في السجن سنوات طوال جدا، او قد يموت كما استشهد العشرات.


كي الوعي: ولتعلم كل أم فلسطينية

أوشك وعي المدركين لمعاني وتداعيات التأخير المأساوي في إطلاق سراح الأسرى ومع اقتراب الإفراج عن الأسير كريم يونس بعد أربعين عامًا قضاها في السجون متواصلة وتربع خلالها على عرش أولويات الشعب الفلسطيني الأولى دون منازع، أوشك هذا الوعي على الاكتواء، أو حتى الاحتراق والذي هدد به قادة العدو ومنهم آفي ديختر عندما قال: (كي تعلم كل أم فلسطينية/ عربية أن ابنها سيقضي طوال شبابه بل عمره وسيعيش وتموت هي ووالده وهو يعاني في الأسر، لتعلم كل أم فلسطينية ألّا نصير لابنها إن وقع في الأسر، فأكثر من 83%  من الأسرى يقضون كامل مدة محكوميتهم في قبضتنا، هو واقع مرير ولا أبا بكر له.


.لماذا تلاشت احتمالات إطلاق سراح الأسرى في المدى المنظور؟

تلاشت احتمالات إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين خلال المدى المنظور 2/3 سنوات قادمة، في سببين رئيسيين:

1- لوصول التبادل إلى طريق مسدود، كما أعلن السنوار (إغلاق الملف للأبد) وذلك رغم سنوات نتنياهو وبينت ولابيد، فما بالكم في سنوات بن غفير وسموتريتش؟! وذلك لأن الأوراق التي تمتلكها المقاومة ضعيفة كما أصبح واضحًا لكل عاقل.


2- لأن مراكمة أوراق جديدة من خلال ما أصبح يسمى بزيادة الغلة والتي تعد بها المقاومة منذ ثلاث سنوات على الأقل، تخضع لـ(الحظ) أكثر منها (للمبادرة) وإن نجح الأمر فهو بحاجة لسنوات للمراكمة والإنجاز، وهذا هو الواقع المرير، هو تشاؤم العقل السليم ولا يتـناقض وتفاؤل الإيمان بالله واليوم الآخر.


لم تعد الوعود المتكررة والمتراكمة منذ سنوات طوال تنفع مع اسرى ومجاهدين يتعرضون للظلم والقهر اليومي من قبل سلطات الاحتلال، فالأسرى يريدون أفعالاً تحررهم، لا وعوداً تسليهم وتمنيهم.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023