خطورة نتنياهو تكمن في كلماته

هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات





في مقابلة أجراها الكاتب وعالم النفس الكندي جوردان بيترسون مع رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو -على حد تعبيره- ما يدعيه منتقدوه القساة ضده: نتنياهو، المصلح لعام 2003، قد تلاشى، ومنذ عام 2009 ساخر، فقد حل مكانه سياسي غير مسؤول يقود الاقتصاد إلى الخراب بوعي، لأن هذا ببساطة هو ضمان بقاءه السياسي.

في المقابلة، التي اختار أن ينشرها على فيسبوك قبل ساعات قليلة من إبلاغه رئيس "البلاد" يتسحاق هرتسوغ، بأنه تمكن من تشكيل حكومة، تحدث نتنياهو عن الإصلاحات الاقتصادية التي قادها كوزير للمالية في عام 2003، والتي يعتقد أنها كانت ضرورية من أجل استشفاء الاقتصاد الإسرائيلي المتعثر.

تباهى نتنياهو أمام المحاورين بقوله: "لقد اضطررت إلى قطع نظام الرفاهية الإسرائيلي الرائع، الذي شجع الناس على العيش على الإعانات وعدم الخروج إلى العمل".
كما تحدث عن التخفيضات في مخصصات رعاية الأطفال ووصف آثارها المدمرة على البدو والحريديم: "لقد أدى ذلك إلى انهيار ديموغرافي واقتصادي، لم يعملوا، لقد أنجبوا الكثير من الأطفال والآخرون،  القطاعان العام والخاص، كان عليهما أن يدفعوا عليهم".

وتابع ليصف القوة الانتخابية لمجموعات الضغط القطاعية والصدمة التي عصفت به؛ بسبب الثمن السياسي الذي دفعه: "كدت أختفي من السياسة، وعندما ترشحت لاحقًا كرئيس لليكود، تقلص حزبي إلى 12 مقعدًا. قال وختم: "أعلنت وفاتي (سياسيا)".

ربما لا يدرك نتنياهو  تمامًا العواقب الخطيرة الكامنة في الاتفاقات الائتلافية التي سيوقعها قريبًا مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، إنه يعلم جيدًا، كما فعل جيدًا في التوضيح باللغة الإنجليزية، أن الزيادة في مخصصات تلاميذ المدارس الدينية؛ ستخلق حافزًا سلبيًا للذهاب إلى العمل، وأن الميزانية الكبيرة للمؤسسات التعليمية الأرثوذكسية المتشددة، دون إشراف وبدون تعليم أساسي، ستربي جيل مدعوم لن يكون قادرًا على الاندماج في سوق العمل وأن العبء الثقيل لتمويلهم سيتحمله الجمهور العلماني.



بعيون مفتوحة يتخلى عن مستقبل "إسرائيل" ليؤسس حكومته السادسة ويهرب من تهديد العدالة الجنائية، وهو ما لا يمنعه من تقديم نفسه كقائد مدفوع برؤية وليس رغبة في السلطة.



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023