"إسرائيل" تتجنب اعتقال أيقونة المقاومة الفلسطينية

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات

 

 

فتحي خازم، الملقب بـ "أبو رعد"، والد الشهيد الذي نفذ عملية إطلاق النار في شارع ديزنغوف في "تل أبيب"، والمطلوب لدى "إسرائيل" ويعتبر أحد المحرضين الرئيسيين ضدها في الضفة الغربية، عاد إلى مخيم جنين للاجئين بعد أن مكث لمدة أسبوعين في رام الله لتلقي العلاج الطبي العاجل.

 وذكرت مصادر فلسطينية أن السلطة الفلسطينية اتخذت "إجراءات خاصة" حتى لا يعتقله الجيش الإسرائيلي أثناء عودته إلى جنين. وبحسبهم، فقد رفض مناشدات كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية بالبقاء في رام الله وأصر على العودة إلى منطقة جنين.

 كما أرادت السلطة الفلسطينية بشدة إبقائه في رام الله من أجل إبعاده عن احتمال تعرضه للاعتقال من قبل "إسرائيل" من أجل تصوير نفسها أنها تحميه وتحسن وضعها في الشارع الفلسطيني.

 فتحي حازم، 59 عامًا، نقله بشكل سري من جنين إلى رام الله قبل أكثر من أسبوعين، على يد نضال أبو دخان، قائد قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية، في سيارة حسين الشيخ، الأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي يحمل بطاقة شخصية مهمة التي تسمح له بالمرور عبر نقاط التفتيش التابعة للجيش الإسرائيلي، بعد إصابته بنوبة قلبية ووصفت حالته بأنها حرجة، وتم نقله إلى مستشفى "إتش كلينيك" في رام الله وتمكن من التعافي، حتى أنه غادر المستشفى الأسبوع الماضي لتعزية والدة الشهيد ناصر أبو حميد الذي توفي بمرض السرطان في سجن إسرائيلي.

 زعم مسؤولون فلسطينيون أن انتقال فتحي خازم من جنين إلى رام الله وعودته إلى جنين تم بالتنسيق بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" بعد أن تعهد "بخفض صورته" فيما يتعلق بأدائه التحريضي ضد "إسرائيل" وبعد أن كان له دور "إيجابي" في إقناع المسلحين الذين اختطفوا جثة الشاب الدرزي تيران فرو بإعادة الجثمان لأفراد عائلته في دالية الكرمل، في مخيم جنين رفضوا هذه المزاعم بشكل قاطع.

 أصبح فتحي خازم، والد الشهيد الذي نفذ عملية إطلاق النار في شارع ديزنغوف في تل أبيب، الرمز الجديد للمقاومة الفلسطينية ضد "إسرائيل".

 وقد وجد الفلسطينيون نجماً إعلامياً جديداً، فتحي خازم هو الذي يمثل الآن الرمز الجديد للفلسطينيين في الكفاح المسلح ضد "إسرائيل".

 وتداولت صورة فتحي حازم وكلامه ضد "إسرائيل" في جميع وسائل الإعلام الفلسطينية وشبكات التواصل الاجتماعي، وحصل على لقب "الشيخ المطلوب".

 فتحي خازم كان من كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية برتبة عقيد كما ذكر، فهو والد الشهيد رعد خازم الذي نفذ الهجوم على شارع ديزنغوف في تل أبيب في نيسان من هذا العام.، قتل في الهجوم 3 إسرائيليين وأصيب 6 آخرون.

 وتم تحديد موقع الشهيد في اليوم التالي للهجوم أثناء اختبائه في مسجد في يافا وتم تصفيته من قبل الشاباك، أصبح عبد الرحمن، الابن الثاني لفتحي حازم، مطلوبًا بعد الهجوم الذي نفذه شقيقه في تل أبيب. بدأ تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة جنين لكن الجيش الإسرائيلي قام باغتياله.

 أصبح الأب، فتحي خازم، مطلوبًا أيضًا من قبل الجيش الإسرائيلي بعد الهجوم الذي نفذه ابنه رعد في تل أبيب، وبدأ التجول مع المسلحين ورفض طلبات كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية لتسليم نفسه لهم حتى لكي لا تغتاله "إسرائيل".

 بين الحين والآخر يخرج من مخبأه ويلقي خطابات تحريضية قاسية ضد "إسرائيل" لسكان جنين ويدعو سكان الضفة الغربية إلى تبني طريق المقاومة ضد جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

 وفي كلمة ألقاها بعد استشهاد نجله عبد الرحمن على يد قوة من الجيش الإسرائيلي، دعا رجال الأمن في السلطة الفلسطينية للانضمام إلى قوات المقاومة بأسلحتهم.

 وقال: "إنني أدعوكم إلى الوقوف مع طريق ياسر عرفات ومع طريق شيخ المجاهدين أحمد ياسين، عليكم الوقوف إلى جانب المقاومة والحقيقة والوطن، مقاتلونا ليسوا مجرمين".

 واتخذت جميع المنظمات الفلسطينية فتحي خازم رمزًا جديدًا للمقاومة، وعلقت صور ضخمة له مع اقتباسات من خطبه وسط مدينة غزة.

 فتحي خازم يرفض تسليم نفسه لـ"إسرائيل" ويصرح بأنه لا يخاف من الاعتقال أو الموت، والسؤال الآن يطرح نفسه لماذا لم يتم اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي والشاباك عندما تم نقله إلى رام الله؟ هل كانت هناك بالفعل صفقة هنا بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية وهل لا يزال يُعرف بأنه مطلوب من قبل الشاباك.

 ستتضح الأمور فيما بعد، ومن المؤشرات ما إذا كان سيواصل ظهوره العلني في مخيم جنين مع المسلحين للتحريض ضد "إسرائيل".



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023