التجارة الحرة بين غزة ومصر: تعزيز للاقتصاد أم انفتاح للإرهاب؟

القناة 12

سابير ليبكين

ترجمة حضارات


في الطريق للتجارة الحرة بين غزة ومصر: تعزيز للاقتصاد أم انفتاح "للإرهاب"؟

بحسب تقرير في صحيفة العربي الجديد الموالية لقطر، فإن مصر تنظم علاقات التبادل مع غزة من خلال إنشاء منطقة صناعية وتجارية، وتقع المنطقة بالقرب من بوابة صلاح الدين التي تربط رفح المصرية بقطاع غزة، ومن المتوقع أن يتم بناء سور حولها حتى لا يكون هناك دخول خارجها، ولكن حماس تفرض ضرائب باهظة على البضائع التي تدخل قطاع غزة و من بينها كمية كبيرة من مواد البناء.

في صيف عام 2014، أنشأت عملية "الجرف الصامد" بنية تحتية عسكرية في قطاع غزة شكلت تهديداً أمنياً "لإسرائيل" وزادت من تعقيد المعركة بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وبعد 7 سنوات، حدثت عملية "حارس الأسوار"، لكن خلال الفترة الفاصلة بين المعركتين، لم تقم منظمة حماس "بالجلوس على الجدار" وانخرطت في التعاظم العسكري الذي ترجم بإطلاق رشقات ثقيلة من الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة، ووسط البلاد وحتى باتجاه القدس.

ومع استمرار التوترات في الضفة، يسود هدوء نسبي في قطاع غزة، لكنه مخادع وهش للغاية، وأفادت صحيفة العربي الجديد الموالية لقطر، اليوم -الأحد- عن بدء الاستعدادات لإنشاء منطقة تجارة حرة بين قطاع غزة ومصر، وبحسب التقرير فإن هذه المنطقة تقع في منطقة بوابة صلاح الدين التي تربط مدينة رفح المصرية بقطاع غزة، وستنتهي الشركة من تجهيز الأرض ومن ثم رصفها وبناء سور حولها حتى لا يكون هناك دخول خارج البوابات.

ظاهرياً، يبدو أن هذا محور كان حلماً لسنوات لسكان غزة، منطقة تجارة حرة مع مصر ستجعل من الممكن تقليل الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي، وتطوير اقتصاد غزة، لكن أولئك الذين هم على دراية بمعابر البضائع في قطاع غزة يعرفون أن وراء هذا الخط يقف أعضاء حماس الذين يقومون كل عام بجباية مئات الملايين من البضائع التي تدخل غزة عبر مصر.

​​​​​​​

وماذا عن الرقابة؟ 

بالنسبة لحماس، ربما لا يكون هذا معياراً، عبر معبر صلاح الدين تدخل غزة كميات كبيرة من كل شيء -آلاف الأطنان من الإسمنت وشاحنات محملة بالسجائر والإطارات والأدوية وغير ذلك- "إسرائيل" تعرف بالفعل هذه الآلية، لكن قدرتها على مراقبتها محدودة للغاية، وبالتالي فإن مواد البناء التي تغرق سوق غزة بكميات كبيرة قد تستخدم ضدنا وتنقلب علينا في المعركة التالية مع غزة.

وإذا لم يكن ذلك كافياً، فإن لدى حماس وحدة كاملة تدير الأعمال وهي مسؤولة عن خط الأنابيب الجمركي -كل ذلك لكسب المال من البضائع التي تدخل غزة من مصر- ويتم تحديد مقدار العمولة، من بين أمور أخرى، وفقاً لصعوبة نقل المنتج ووفقاً لقيمته، نظراً لوجود منتجات تستهلك حجماً أكبر ويصعب نقلها.

بالإضافة إلى البضائع التي تدخل عبر صلاح الدين، فإن حماس تجبي ضريبة على السجائر التي تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم -الذي يربط "إسرائيل بقطاع غزة- وعلى الرغم من أن المنظومة الأمنية محبطة من الوضع، إلا أنهم يعتقدون أنه من المهم الحفاظ على نسيج طبيعي للحياة في غزة قدر الإمكان، حتى لو استمرت حماس في إملاء النبرة.

على خلفية مدخلات البناء والمواد الخام المختلفة التي تستغلها حماس، كونها صاحبة السيادة في القطاع، فإنها لا تزال تقف وراء الهجمات "الإرهابية" وتستثمر الكثير من الموارد للتحضير للمواجهه القادمة، التي قد تكون قاب قوسين أو أدنى.

في غضون ذلك، تستغل التنظيمات الهدوء في قطاع غزة للإعداد والتدريب، وقبل نحو 10 أيام، أقامت حماس مهرجاناً ضخماً لإحياء الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها -مع يافطات ضخمة وتهديدات من القادة تجاه "إسرائيل"- وسلسلة من الأنشطة.

بعد أسبوع من إبعاد صلاح الحموري رسمياً من "إسرائيل" إلى فرنسا، تتجه الأنظار أيضاً نحو عناصر التنظيمات "الإرهابية" الذين يقيمون في الخارج، واليوم فقط كسر خالد مشعل صمته وتحدث في مهرجان أقيم في لبنان وقال: "إن الضفة الغربية تمهد الطريق لانتفاضات وثورات ومقاومة ستجتث الكيان من الوجود، وغزة ليست وحدها، فالكل مسؤول عن مقاومة الاحتلال، كل على طريقته، وليس لدى السلطة خيار سوى التخلي عن جميع الاتفاقات".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023