هل يمكننا زيارة المدينة اليهودية في السعودية؟

يسرائيل هيوم

شاحار كليمان

ترجمة حضارات



خيبر: هل يمكننا زيارة "المدينة اليهودية" في السعودية؟

اشتهرت مدينة خيبر في المملكة العربية السعودية بالمعركة التي دارت هناك بين القبائل اليهودية والجيش المسلم في الأيام الأولى للإسلام، وهنا -في هذه الأيام- الخطة هي تحويلها إلى موقع سياحي جذاب.

تقع خيبر في واحة بين صخور البازلت شمال المدينة المنورة، ثاني أقدس مكان للإسلام، وفي القرن السابع الميلادي عاشت هناك قبائل يهودية هزمها جيش الإسلام الذي فتح شبه الجزيرة العربية في تلك الأيام وقتل الكثير منهم.

حتى يومنا هذا، في المظاهرات ضد "إسرائيل"، كانوا يهتفون بتحد أو بنية التحريض على العنف: "خيبر خيبر يا يهود، جيش محمد سوف يعود".

في الشهر الماضي، افتتحت المملكة العربية السعودية مركزاً للزوار في خيبر حيث تمت تغطية تاريخ المنطقة على نطاق واسع، وخصصت النصوص القديمة التي تحيي ذكرى المدينة.

سيتمكن السائحون في المنطقة الآن من الاستمتاع بالأنشطة المختلفة مثل الرحلات إلى الينابيع، وجولة بين المنازل القديمة، وزيارة البراكين القريبة وحتى رحلة طائرة هليكوبتر فوق المقابر القديمة.

يأتي إطلاق الموقع كجزء من حملة أكثر شمولاً من قبل المملكة العربية السعودية بدأت في عام 2019 وتهدف إلى جذب 30 مليون سائح من الخارج كل عام حتى عام 2030، كل هذا جزء من الرؤية الطموحة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على تنويع مصادر دخل المملكة بنهاية العقد، وعدم الاعتماد فقط على النفط.

وفي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت المرشدة السياحية في خيبر إيناس الشريف: "إنه من المهم الكشف عن تاريخ المنطقة، ومن المعروف أن لخيبر صلة قوية بالدين، لكن المدينة لها أيضاً ارتباط قوي بالتاريخ والحضارة الإنسانية، كل هذه الأشياء تتركز في مكان واحد".

وفي سبعينيات القرن الماضي، دفعت الحكومة السعودية السكان إلى ترك منازلهم القديمة والانتقال إلى مبانٍ أحدث مزودة بالبنية التحتية للمياه والكهرباء، صيفي الشلالي، الذي كان يسكن في المنازل القديمة في خيبر، قال لوسائل الإعلام: "إنهم يريدون التطور والرحيل". 

ومن جانبه، أعرب عن ارتياحه لبدء الموقع السياحي الذي من شأنه أن يساعد السكان المحليين على كسب لقمة العيش.

كما يعمل فريق تنقيب أثري في خيبر يكشف عن تفاصيل جديدة حول حياة الإنسان وتطور المناخ في المنطقة، ومن المتوقع أن يستمر المشروع، الذي تدعمه الحكومة الفرنسية، حتى عام 2024، ومن بين الاكتشافات المثيرة للاهتمام مقابر غامضة تبدو وكأنها سلسلة عند مشاهدتها من أعلى، لا يزال أصل هذه المقابر غير واضح ويعود تاريخها إلى فترة قديمة منذ 5000 عام.

بطبيعة الحال، تم طرح السؤال عما إذا كان سيتمكن اليهود من زيارة المدينة القديمة، حسناً، سيتمكن أولئك الذين يحملون جواز سفر أجنبياً من القيام بذلك من الآن فصاعداً، وعلى الإسرائيليين الذين لا يحملون جواز سفر كهذا أن ينتظروا على الأقل حتى تطبيع العلاقات بين الدول.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023