معهد بحوث الأمن القومي

كبير الباحثين بالمعهد البروفيسور كوبي ميخائيل

ترجمة حضارات

في 26 ديسمبر 2022، أفادت وسائل الإعلام عن محادثة رئيس الأركان كوخافي مع رئيس الوزراء القادم نتنياهو، بشأن عواقب التشريع قبل أداء الحكومة اليمين الدستورية الذي يتعلق بجيش الدفاع الإسرائيلي ويؤثر على أدائه.

إن نشر المحادثة التي يحذر فيها رئيس الأركان من عواقب وتداعيات قانون التشريع يضع رئيس الأركان، وبالتالي بالضرورة الجيش أو على الأقل القيادة العليا للجيش، في تصادم مباشر مع تلك العناصر السياسية في الائتلاف الناشئ، الذين يقودون هذه التحركات التشريعية.

من هذا المنطلق فإن الحديث والأشياء لن تتم بشكل واقعي بل بشكل سياسي، وهناك خطر حقيقي من أن يصبح هذا الحدث نفطًا في عجلات الخطاب الأيديولوجي السياسي لتلك الأحزاب، من سيستخدم هذه المحادثة كمجرفة للتعمق فيها.

للجيش الإسرائيلي تأثير على القضايا الأمنية والسياسية، وبهذا المعنى، فإن الجيش ورئيس الأركان هم لاعبون سياسيون، ولكن هناك تمييز واضح مطلوب بين الفاعل السياسي بمعنى الأمن والسياسة/ فن الحكم و فاعل سياسي بالمعنى الحزبي/ البرلماني.

نشر هذا الحديث في هذا الوقت الحساس ساعد على طمس الحدود الضرورية بين الحقلين، وألحق ضرراً حقيقياً بالعلاقات العسكرية - المجتمعية في "إسرائيل".

كما أن الغرض من نشر المحادثة هو تعتيم العلاقة بين المستوى العسكري والمستوى السياسي في المستقبل القريب، لذلك كان من الصواب بذل كل جهد لتجنب النشر.

ليست كل تفاصيل المحادثة التي تجري بين الرتب معلنة ويجب أن تكون كذلك، وهذه المحادثة المهمة والضرورية التي أجراها رئيس الأركان مع رئيس الوزراء القادم، كان ينبغي أن تظل جزءًا من المحادثة الحميمة بين الرتب.

ليس من المستحيل أنه لم يتم الإعلان عنه من قبل الكثيرين، كان من الممكن أن يكون له تأثير أكبر على رئيس الوزراء القادم وسمح له بتقديم أسباب رئيس الأركان، والتي يمكن افتراض أن معظمها يقبل، كما أسبابه الخاصة عندما يترك الجيش خارج حدود الخطاب السياسي أمام شركائه في التحالف.

الآن وقد تم نشر رسائل رئيس الأركان في المحادثة، سيكون هناك من ينسب متاعب رئيس الوزراء القادم لاعتبارات خارجية، بل سيتهمونه بالخوف من الجيش بدلاً من وضعه في مكانه و إدارته.