حكومة "إسرائيل"..بين تطرف يتنامى وانقسام يتصاعد

رجائي الكركي

مختص بالشأن الإسرائيلي

يقول أدولف هتلر: البِغاء ما أن ينتشر في بلد ما إلا ويكون مصير الشعب الفناء، ستدرك "إسرائيل" في لحظة ما، أن وضعها الداخلي سيواجه صراعاً مختلفاً، في ظل وجود وزراء متطرفين، كانوا بالأمس معتدين على القانون، ويهددون القادة السياسيين، كما فعل بن غفير الذي هدد رابين في حينه، واليوم أصبح هو وغيره بين أروقة المكاتب الفارهة، وشركاء في صياغة القرار وتشريعاته، الاعتقاد السائد أن هؤلاء سيكونوا الأثقل في دورة الحياة على "إسرائيل"، فلن يقضوا على الفقر ولا على الجريمة المنظمة، ولا على العنصرية المستفحلة، لأن منهم (الوزراء) من أبدع أسلوب البلطجة والاعتداء على الغير، وتطاول على "قانون الدولة" بالعربدة والتطرف، بن غفير اليوم هو من سيرسم سياسة المؤسسة الشرطيّة، ويحدد ميزانيتها، والذي سيخلق تحديات داخلية كبيرة، ستصيب الجمهور الإسرائيلي أولاً، وستشعل الصراع مع الفلسطينيين ثانياً، ستشهد "إسرائيل" اضطراباً مختلفاً، لأن ساحتها السياسية الداخلية مليئة بالألغام المنتظرة، والتي تتمثل بالأحزاب الدينية المتطرفة، التي هي بالأصل تختلف مع بعضها البعض، والتي لا تعترف إلاّ بلونها فقط، بفعل استعلاء المستوطنين، الذين يعتبرون أنفسهم "حرّاس التوراة"، وأنهم أوصياء الله على "كيان إسرائيل"، وأنهم يتقدّمون خط الدفاع الأوّل في الصراع مع الفلسطيني، إضافة إلى نظرتهم الدونيّة لبقية الجمهور الإسرائيلي الذي يتواجد داخل مدن الكيان "الإسرائيلي"، على اعتبار أنهم يعيشون بهدوء داخل، ( تل أبيب وحيفا وعكا وغيرهما).

سموتريتش منذ لحظة فوزه بالانتخابات نادى: "بعدم منح الجنسية اليهودية للأحفاد اليهود الذين ولدوا خارج أرض فلسطين"، موقف متطرف يّنذر عن بداية طريق متطرفة ومنحدرة حسب وجهة النظر "الإسرائيلية".

إذاً الخشية من المجهول القادم، عبّر عنه الساسة والعسكر "الإسرائيليين" على حد سواء، بخشيتهم من انحدار متسارع في المشهد السياسي "الإسرائيلي"، ومن تنامي للعنصرية فيما بين طبقات الجمهور الإسرائيلي، يائير لبيد وحسب موقع والاّ العبري: "استطاعوا تشكيل الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل"، ليبرمان عبر حسابه: "حكومة الظلام، نجحت في الترويج لدولة الشريعة التي ستخضع لتعليمات الحاخامات"، وزير الجيش السابق موشيه بوجي يعلون: "لأول مرة منذ قيام "إسرائيل"، ستؤدي حكومة العار القسم، اليمين برئاسة متهم جنائي، ربط مصيره الشخصي بمجرمين وعنصريين وقوميين، وضعوا وجودنا كدولة يهودية، وكمجتمع ديمقراطي ليبرالي في خطر وجودي حقيقي".

تصريحات تظهر فيها حالة الرفض للمتطرفين المستوطنين على كُرسيّ السياسية، أو في إدارة سدة الحكم.


ختاماً وكما يقال "ما أخفاه ظلام الليل، سيكشف عنه بزوغ النهار"، "إسرائيل طالما تسترت بوحدتها الداخلية المزيّفة، لكن ما سيكشف عنه من هذه الحكومة المتطرفة، أن لا ثابت بُني على جرفٍ هار.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023