ضغوط العاهل الأردني الملك عبد الله

موقع نيوز "1"

يوني بن مناحيم

ترجمة حضارات



قبيل أداء الحكومة الجديدة في "إسرائيل" برئاسة نتنياهو اليمين الدستورية، أرسل العاهل الأردني الملك عبد الله تحذيرا إلى "إسرائيل" والعالم بأسره.

في مقابلة أجراها مع شبكة CNN، حذر من محاولة تغيير الوضع الراهن في المسجد الاقصى، والذي قال إنه قد يؤدي إلى تصعيد وربما حتى انتفاضة ثالثة.

وحذر العاهل الأردني "لدينا خطوط حمراء، وإذا أراد أحد الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا".

وأضاف: أن انتفاضة ثالثة ستؤدي إلى "انهيار كامل للقانون والنظام، وهو ما لن يستفيد منه الفلسطينيون ولا الإسرائيليون".

الملك عبد الله تحت ضغط كبير، وتأتي كلماته بعد موجة أعمال شغب في الأردن، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب وزيادة أسعار المحروقات.

وأجرى رئيس الوزراء الأردني، بشار الخصاونة، تغييرا في تشكيل الحكومة هذا الأسبوع، في أعقاب موجة أعمال الشغب الأخيرة في جنوب الأردن على خلفية ارتفاع أسعار المحروقات، والتي قتل خلالها 4 عناصر أمن أردنيين، وتم الكشف عن مجموعة إرهابية في منطقة معان.

عين مكرم القيسي سفير الأردن لدى فرنسا في منصب وزير السياحة، بدلا من نايف الفايز الذي انتقل إلى منصب رئيس مجلس السلطة الاقتصادية الخاصة في العقبة.

يقول مسؤولون أردنيون إن هذه محاولة لتشجيع صناعة السياحة الأردنية التي تأثرت بشدة بأزمة كورونا، وأنه قريباً سيتم استبدال الحكومة بأكملها، بسبب الغضب الشعبي من عدم قدرتها على تجاوز الأزمة الاقتصادية الحادة التي سقطت فيها الأردن.

يتابع النظام الأمني ​​والسياسي بقلق بالغ آخر المستجدات في الأردن، وكيفية تعامل الملك عبد الله معها، وبحسب مصادر أمنية، لا خوف حاليًا على استقرار حكم العائلة المالكة.

لكن مصادر أمنية تؤكد أن حركة "الإخوان المسلمين" في الأردن، تحاول تحريض سكان جنوب الأردن على انتفاضة أهلية ضد حكم الملك.

هذه مجرد واحدة من مشاكل الملك عبد الله، إنه قلق للغاية من صعود حكومة اليمين إلى السلطة في "إسرائيل" ،وعودة نتنياهو إلى كرسي رئيس الوزراء، العلاقة الشخصية بين الاثنين سيئة للغاية، لكن الملك اتصل بنتنياهو لتهنئته بفوزه في الانتخابات.

وبحسب مصادر أردنية، فإن عبد الله قلق للغاية من مغازلة نتنياهو للعائلة المالكة السعودية، في محاولة لإقناعه بالانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، أي اتفاقية تطبيع جديدة بين "إسرائيل" والسعودية، نتنياهو يعتقد أن هذا سيضع حدا للصراع العربي الإسرائيلي، ويدفع الفلسطينيين إلى الزاوية.

في المحادثات السرية بين نتنياهو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طالب السعوديون، من بين أمور أخرى، بأن يتضمن جزء من الصفقة "موطئ قدم" سعودي في المسجد الأقصى.

وفقًا لاتفاقية السلام بين "إسرائيل" والأردن لعام 1994، يتمتع الأردن بمكانة خاصة في القدس، ويعتبر حارس الأماكن المقدسة في شرق المدينة.

الآن المملكة العربية السعودية، المسؤولة عن أقدس مكانين للإسلام في مكة والمدينة، تريد أيضًا موطئ قدم في المسجد الأقصى في القدس.

وأي تنازل إسرائيلي في هذا الشأن سيضر بموقف الأردن، الذي يخشى بشدة من هذا الاتفاق، وسيؤدي إلى تدهور العلاقات بينه وبين "إسرائيل".

ويشعر الملك بالقلق على مستقبل علاقته بنتنياهو، ويخشى من أن نتنياهو يعمل سرا على ضم الضفة الغربية، ويسعى لاعتماد وجهة نظر رئيس الوزراء أرييل شارون بأن "الأردن هي فلسطين".

كما يشعر رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بقلق بالغ إزاء التطورات الأخيرة، في الأسبوع الماضي اتصل بعبد الله للـاكيد على قوة العلاقة بينهما، من المفترض أن يلتقي الاثنان قريبًا.

المسجد الأقصى يقع في عين الملك عبد الله، الذي يدعي أن السلالة الهاشمية هي سليل مباشر للنبي محمد عليه السلام.

في ذلك الوقت، تمكن والده الملك حسين من إقناع رئيس الوزراء آنذاك إسحاق رابين، بالأهمية الكبيرة التي يوليها الأردن للمسجد الأقصى، وبالتالي تم منحه مكانة خاصة على الموقع في إطار اتفاقية السلام مع "إسرائيل"، مما أثار استياء الفلسطينيين.

أي تغيير في الوضع الراهن على المسجد الأقصى سيؤدي إلى اتهام الأردن، من قبل العالم الإسلامي بعدم حراسة المكان المقدس بشكل صحيح.

لهذا السبب يشعر الملك عبد الله بالقلق من دخول إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن الوطني، الذي لا يخفي رغبته في تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

الملك مقتنع بأن بن غفير، توصل إلى اتفاقات سرية مع نتنياهو في هذا الشأن.

العلاقات الاستراتيجية بين "إسرائيل" والأردن مهمة للغاية لجهاز الأمن الإسرائيلي، أطول حدود بين "إسرائيل" ودولة عربية هي الحدود مع الأردن، التي تحرص على منع تسلل المقاومين من أراضيها، وتشكل دولة عازلة ضد وجود العناصر الجهادية والقوات الإيرانية على الحدود الشرقية مع "إسرائيل".

وفقا لمسؤولين أردنيين كبار، فإن حكومة نتنياهو اليمينية الجديدة خطيرة، ويمكن أن تلحق ضررا خطيرا بنسيج العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، واتفاقية السلام بينهما.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023