حكومة نتنياهو ستواصل سياستها الحالية تجاه قطاع غزة

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



أجرت الغرفة المشتركة لكافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، الأسبوع الماضي، مناورة عسكرية بالذخيرة الحية بمشاركة وحدات النخبة، لاختبار سرعة استجابة المقاتلين واستعدادهم للحرب.

كان أحد السيناريوهات في التدريبات اقتحام الأراضي الإسرائيلية" وأسر جنود الجيش الإسرائيلي.

ويقول مسؤولو حماس، إن قضية الأسرى الأمنيين وإجبار "إسرائيل" على الموافقة على صفقة تبادل الأسرى بشروط حماس ستكون إحدى القضايا الرئيسية في عام 2023.

كانت الجولة الأخيرة من القتال في قطاع غزة قصيرة نسبيًا، وكانت المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي وتنظيم الجهاد الإسلامي، واستمرت 56 ساعة فقط، ولم تشارك حركة حماس في القتال.

وقال يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، في الحفل الكبير الذي أقامته الحركة في مدينة غزة لإحياء الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها، إن آلية المخابرات الخاصة للذراع العسكري تقدر أنه في عام 2023 سيكون هناك صراع بين الحكومة اليمينية في "إسرائيل" وقطاع غزة ؛بسبب التركيبة المتطرفة للحكومة، وأن حماس تستعد لصراع عسكري كبير على غرار الصراع الذي دار في مايو 2021 (عملية "حارس الأسوار").

وتعتبر حماس حكومة نتنياهو الجديدة الحكومة الأكثر تطرفاً في تاريخ "إسرائيل" والتي تخطط لزيادة المستوطنات وتغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى.

من ناحية أخرى، تقول شخصيات سياسية بارزة في تل أبيب إن حكومة نتنياهو الجديدة تعتزم الاستمرار في الحفاظ على الهدوء النسبي الذي اتسم به قطاع غزة خلال العام الماضي. 
وتعتزم حكومة نتنياهو مواصلة التسهيلات الإنسانية لقطاع غزة، وإدخال آلاف العمال من قطاع غزة للعمل في "إسرائيل"، وتحويل المنحة المالية القطرية البالغة 30 مليون دولار للأسر المحتاجة في قطاع غزة.

استغلت التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة فترة التهدئة لمواصلة إنتاج الصواريخ والأنفاق الهجومية التي لحقت بها أضرار خلال عملية "حارس الأسوار" في أيار 2021.

يقول مسؤولون أمنيون في "إسرائيل" إن تركيز الحكومة الإسرائيلية الجديدة سيكون على وقف موجة العمليات في الضفة الغربية ومنع التصعيد.

وتمكنت فصائل المقاومة في شمال الضفة الغربية من إعادة تأهيل نفسها بعد أن ضربها الجيش الإسرائيلي، وهي مجموعات مثل "عرين الأسود" من نابلس و "كتيبة جنين" من مخيم جنين للاجئين.

ومن المفترض أن يقوم وزير الدفاع الجديد يوآف غالانت بإعادة تقييم أنشطة الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وعملية الاعتقال الكبيرة "كسر الأمواج" التي فشلت في وقف موجة العمليات ولم تحقق سوى نجاح جزئي.

حماس والجهاد الإسلامي تخططان لتقديم دعم من قطاع غزة للأنشطة العسكرية في الضفة الغربية، كما تستثمر هاتان المنظمتان الجهود؛ لإنشاء خلايا جديدة في الضفة الغربية، وتحويل الأموال إلى النشطاء، وتجنيد عمال من القطاع يعملون في "إسرائيل" لأنشطة معادية وتجسس.


والمُلاحظ أن حماس ليست معنية ببدء جولة جديدة من القتال مع "إسرائيل" في المستقبل القريب، كما تصر  على أنها ساهمت بدورها في الصراع العسكري مع "إسرائيل" في 4 جولات من القتال منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وأن دور الضفة الغربية هو انتفاضة مسلحة جديدة ضد "إسرائيل".

وهنا يجب الانتباه إلى ما قاله محمد ضيف، رئيس أركان الجناح العسكري لحركة حماس، في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس حركة حماس. حيث تعهد بـ «حشد كل الطاقات ضد الاحتلال وتوحيد الجبهات ضده».

برأيي أن حكومة نتنياهو ستتبنى سياسة إدارة الأزمات تجاه قطاع غزة مع الاستمرار في تقديم التسهيلات الإنسانية مقابل الهدوء الأمني؛ لذلك، من المفترض أن تدخل المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة في جولة جديدة من القتال مع "إسرائيل" فقط في سيناريوهات متطرفة مثل الانتهاك الخطير للوضع الراهن في المسجد الأقصى، وعدد كبير من القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية واغتيالات المسؤولين الكبار.

حركة حماس تقول إن الحركة لا تتخلى عن الجهاد ضد "إسرائيل"، لكن الهدوء المؤقت في قطاع غزة يمكن أن يستمر في الوقت الحالي فقط إذا قام رئيس الوزراء نتنياهو بكبح اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023