يوني بن مناحيم

موقع نيوز "1"

ترجمة حضارات

بث التلفزيون الفلسطيني الرسمي في رام الله، كلمة مسجلة لرئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن"، بمناسبة الذكرى 58 لتأسيس حركة فتح، والتي جرت في الأول من كانون الثاني/يناير/ 2023م.

ووعد أبو مازن في خطابه بـ "إفشال كل مخططات حكومة نتنياهو، كما أفشل الفلسطينيون "خطة القرن "للرئيس ترامب، وذلك من خلال موقف الشعب الفلسطيني الحازم على أرضه "السلام"، وبحسب أبو مازن "لن يتحقق إلا بعد أن ينال الشعب الفلسطيني كامل حقوقه وفق قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها".

في قيادة السلطة الفلسطينية، راضون جدًا عن نجاح الحركة الفلسطينية في الجمعية العامة التي قررت قبول الطلب الفلسطيني بالتوجه إلى محكمة العدل في لاهاي؛ لطلب رأي قانوني بشأن شرعية الاحتلال الإسرائيلي.

وستصبح ساحة الأمم المتحدة -في الأشهر المقبلة- ساحة نضال شاق، وسيناشد الفلسطينيون الـ25 دولة التي صوتت ضد القرار بعدم تسليم أي رأي يدعم موقف "إسرائيل" إلى محكمة لاهاي.

كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية يقولون إن هذه هي اللعبة الجديدة لأبو مازن الذي فقد كل الثقة في الحكومات الإسرائيلية، ولا نعتقد أن أيًا منهم مهتم حقًا بالتفاوض مع السلطة الفلسطينية، حيث لا يرى أي جدوى من استئناف المفاوضات، فمن وجهة نظره، الولايات المتحدة و"إسرائيل" تحبطان باستمرار مطالبته بعقد مؤتمر دولي للسلام بقيادة الرباعية.

اتجاهه هو محاولة تحويل قضية الاحتلال الإسرائيلي إلى قضية قانونية للأمم المتحدة، وليس قضية سياسية يجب حلها من خلال المفاوضات السياسية بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية.

وبالرجوع إلى محكمة العدل التابعة للأمم المتحدة يرى طريقة مشروعة لتحرير نفسه من المطلب الإسرائيلي المدعوم من دول عديدة في العالم لإجراء مفاوضات مباشرة مع "إسرائيل" بشأن حل القضية الفلسطينية.

الإشارة إلى المحكمة في لاهاي؛ تهدف إلى فرض اتفاق إجباري على "إسرائيل" دون مفاوضات معها، بل هو وثيقة سيضعها الفلسطينيون وتصبح "ترى ومقدسة".

اتجاه أبو مازن هو إجبار "إسرائيل"، من خلال رأي قانوني يتلقاها من محكمة العدل الدولية ومن خلال الأمم المتحدة، على الانسحاب إلى الخطوط 67، بما في ذلك القدس.

على الرغم من أن الجمعية العامة هي هيئة معادية لـ"إسرائيل"، وهي هيئة اتخذت بالفعل حوالي 800 قرار خاص بها، و100 قرار آخر لمجلس الأمن ضد "إسرائيل"، لا تزال هناك دول تدعم مطلب إجراء مفاوضات مباشرة بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية؛ من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي مرغوب فيه لكلا الطرفين.

يريد رئيس السلطة الفلسطينية دفن خيار التفاوض في عمق الأرض، وهو يدعي أن المفاوضات من اتفاقية أوسلو حتى اليوم كانت غير مثمرة، ولم تسفر عن أي نتائج حقيقية، وأن الوقت قد حان لفرض الاتفاق على "إسرائيل" من خلال الأمم المتحدة اتفاقية ستعيد للفلسطينيين الكرامة الوطنية بعد عار اتفاقية أوسلو.

هذا هو المكان الذي يتجه إليه أبو مازن، الذي يحاول الآن إقناع إدارة بايدن ودول الاتحاد الأوروبي بمحاولة السير في طريقه.

هذا التحرك من قبل رئيس السلطة الفلسطينية يتحدى حكومة نتنياهو وإدارة بايدن، العالم مشغول حالياً بالأزمة في أوكرانيا والمحور الجديد لروسيا والصين وإيران ضد الولايات المتحدة، وأبو مازن يحاول الإيقاع بحكومة نتنياهو من خلال اتخاذ المبادرة والتوجه إلى المؤسسات الدولية، سيتعين على "إسرائيل" أيضًا تغيير موقفها من السلطة الفلسطينية بسبب نهجها الجديد تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.