موقع نتسيف نت
ترجمة حضارات
حذر معهد واشنطن من أن تعميق العلاقات بين روسيا وإيران، والذي تم الكشف عنه مؤخرًا خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، يقلق "إسرائيل" بشدة.
وذكر معهد واشنطن في مقال تحليلي أن المسؤولين في الولايات المتحدة وبريطانيا، لاحظوا في الأسابيع الأخيرة أن العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران قد تعمقت، وفي 16 كانون الأول (ديسمبر) أوضح رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز الوضع.
وقال في رسائل لوسائل الإعلام: "ما ينشأ هو على الأقل بداية شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران، حيث يقدم الإيرانيون طائرات بدون طيار للروس ... والروس بدأوا يفكرون في طرق يمكن من خلالها يمكنهم دعم الإيرانيين تقنياً وتقنياً".
وأضاف: هذا التطور "يشكل تهديدا حقيقيا للدول المجاورة لإيران".
وجاء في المقال أن تقييم "مدير المخابرات المركزية" للوضع دقيق، وأن هذا التطور يشكل تهديداً محدداً لـ"إسرائيل"، واعتماد روسيا المفاجئ على إيران للحصول على مساعدات عسكرية سوف يسدد الدين قريبًا، وصناع القرار في "إسرائيل" بحاجة إلى أن يكونوا في حالة تأهب وجاهزين، ومن المؤكد أن روسيا ستكون قادرة على الرد بعدة طرق يمكن أن تزيد من قدرات إيران العسكرية.
علاقة "عسكرية" ثنائية
منذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا في فبراير الماضي، زود النظام في طهران موسكو بمئات الطائرات بدون طيار، وتشير التقارير الأخيرة أيضًا إلى أن إيران تخطط لتزويد روسيا بصواريخ باليستية متطورة قصيرة المدى، ولمساعدة روسيا في إنشاء خط إنتاج خاص بها للطائرات الإيرانية بدون طيار، حتى يومنا هذا، استخدمت القوات الروسية هذا السلاح على نطاق واسع.
جدير بالذكر أن البلدين حافظا منذ سنوات على علاقة شملت المجالين العسكري والاقتصادي، على الرغم من أن مصالحهما لا تتوافق تمامًا مع عدد من القضايا، وحتى لو سعى كلا البلدين منذ فترة طويلة إلى تقييد دور الولايات المتحدة على المسرح العالمي، فقد تختلف المصالح الروسية والإيرانية.
"هدايا" موسكو المحتملة لطهران
يمكن لروسيا تحسين قدرات العتاد العسكري الإيراني بشكل كبير، وذلك بشكل أساسي من خلال توفير أنظمة دفاع جوي، والتي من شأنها تلبية طلب إيران طويل الأمد.
وكانت روسيا قد رفضت مثل هذه الطلبات في السابق، لكن الآن تتزايد احتمالية موافقة روسيا على هذا الطلب، بحسب ما ورد في مقال "معهد واشنطن".
وإذا حصلت إيران على أنظمة دفاع جوي متطورة من روسيا، فسيكون النظام الإيراني أفضل تجهيزًا لإحباط أي هجوم محتمل في المستقبل على بنيته التحتية النووية، أو منشآتها الاستراتيجية الأخرى.
يضاف إلى ذلك إمكانية الحصول على طائرات متطورة، مثل Sukhoi Su-35.
ومع ذلك، فإن التركيز على المعدات العسكرية قد يصرف الانتباه عن التهديدات الأخرى لتوازن القوى بين "إسرائيل" وإيران، وعلى رأسها المخابرات، وفي هذا المجال، تمتلك روسيا قدرات متقدمة في كل من الاستخبارات المرئية والإشارات، ويمكنها تزويد إيران بمثل هذه القدرات، أو مشاركة المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي قد تساعد إيران في الدفاع عن نفسها بشكل أفضل.
الهجمات السيبرانية ممكنة
يعد المجال السيبراني مصدر قلق آخر، تمتلك إيران بالفعل قدرات إلكترونية متقدمة، وقد أبدت استعدادًا لاستخدامها ضد الحكومات الأجنبية. يمكن لروسيا، القوة الإلكترونية، أن تعلم القراصنة الإيرانيين الكثير حول شن هجمات أكثر تعقيدًا ضد أهداف حساسة.
وقدر بعض المحللين الإسرائيليين أن علاقة رئيس الوزراء الجديد بنيامين نتنياهو، بفلاديمير بوتين، يمكن أن تهدئ هذه المخاوف.
ووفقًا لنظريتهم، لن تتخذ روسيا خطوات من شأنها تغيير علاقات القوة بشكل كبير بين "إسرائيل" وإيران، خوفًا من أن يضر ذلك بعلاقات روسيا مع "إسرائيل"، أو يدفع "إسرائيل" لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي متطورة للغاية.
لكن هذه النظرية تفتقد إلى فهم التغيير الأساسي في العلاقات بين روسيا وإيران، أي أن طهران تتمتع بمكانة أفضل في موسكو، وهو تغيير سيبقى إذا استمرت الحرب في أوكرانيا، وإذا احتاجت روسيا المزيد من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية الإيرانية.
واختتم المقال بالإشارة إلى أن إيران ستحصل في المستقبل القريب، على شيء مقابل مساعدتها العسكرية المكثفة لروسيا، وسيكون لروسيا طرق عديدة لرد الجميل، الأمر الذي ينبغي أن يكون مصدر قلق كبير لـ"إسرائيل".