الاحتجاج للجميع..ولا يسار بدون العرب

هآرتس

مقال التحرير

ترجمة حضارات



أقيمت بعد خروج تظاهرة ضد الحكومة الجديدة القومية والكهانية (نسبة إلى المتطرف كهانا)، تجمع آلاف المتظاهرين في المساء في ساحة "هبيما" في تل أبيب، ولكن بدلاً من السير معاً إلى ساحة المتحف للمشاركة في المسيرة المزمعة هناك، انقسم المتظاهرون إلى مسيرتين احتجاجيتين: واحدة من "الوقوف معًا"، بقيادة أعضاء الكنيست أيمن عودة ونعمة لازمي وعوفر كسيف وعضو الكنيست السابق موسي راز والعديد من منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك "جمعية الحقوق المدنية" و "كسر الصمت" و "اللجنة التوجيهية العليا لعرب النقب"، وكانت المسيرة الثانية عبارة عن مسيرة مسيرة لبيد يقودها أعضاء في المنظمات الاحتجاجية ضد بنيامين نتنياهو.

الانقسام في الاحتجاج ليس مفاجئاً، إنه نفس الانقسام الذي يقضم معسكر يسار الوسط، كانت نتائجها واضحة في الانتخابات: رفضت ميراف ميخائيلي الاتحاد مع ميرتس وتركتها خارج الكنيست، وانقسمت "القائمة المشتركة" حول مسألة ما إذا كانت ستوصي يائير لبيد، كما واجه معسكر لابيد صعوبة في إظهار الرغبة العلنية في التعاون مع أطراف عربية غير القائمة الموحدة.

المعسكر الثاني هو "فقط ليس بيبي"، الذي تخشى أجزاء منه الارتباط باليسار، أو مع النضال ضد الاحتلال، ويترددون في رفع الأعلام الفلسطينية في مظاهرة، وهم ينظرون إلى النضال ضد نتنياهو والإصلاح القانوني بقيادة وزير العدل ياريف ليفين، على أنه صراع ثانوي للصراع مع الاحتلال، أو غير مرتبط بالمساواة المدنية بين اليهود والعرب.

لا يحتاج أعضاء المعسكر إلى رفع الأعلام الفلسطينية، لكن يجب أن يفهموا أن الضرر الذي يلحق بالديمقراطية وفصل السلطات هو أولاً وقبل كل شيء ضرر بالأقليات، والعرب هم أولهم، وسيكون هؤلاء أول الضحايا من أي عملية مناهضة للديمقراطية التي ستحدث في البلاد.

لهذا السبب، فإن فكرة استبعاد العرب من الاحتجاج، أو العلم الفلسطيني -رمز النضال لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل"- هي فكرة خاطئة من الأساس، لا ديمقراطية باحتلال أبدي وبلا مساواة، ولا احتجاج بغير اليسار، ولا يسار بدون العرب.

بينما ينشغل يسار الوسط بالنقاشات الداخلية، يفوز اليمين، والاحتجاج ينمو من الأسفل، وأي محاولة لهندسته من قبل الانقسامات والمقاطعات ستقضي عليه، وهناك أسباب كثيرة لمعارضة حكومة نتنياهو وجميعها جيدة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023