هآرتس
مقال التحرير
ترجمة حضارات
"المسؤولون المنتخبون والمواطنون في إسرائيل من جميع الطيف العام والسياسي، يجب أن نهدئ الروح المعنوية ونخفض النيران"، هذه هي رسالة رئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ بعد إعلان الحكومة الجديدة الحرب على القضاء.
"أنا مستيقظ للأصوات التي تسمع من هنا وهناك، في الأيام القليلة الماضية كنت أعمل وأجري محادثات مع العديد من الأطراف، وأفعل كل شيء بهدف تحقيق وجود حوار محترم، على أمل الوصول إلى أوسع تفاهم ممكن ".
عند سماع هذه الأشياء، لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كان هرتسوغ يتابع الواقع السياسي في الأسابيع الأخيرة.
باسم الدولة، التي تترجم في نظر هرتسوغ إلى الجلوس منعزلاً على السياج وإطلاق شعارات حول تناسق متخيل، يمد الرئيس- في رده بعيد الاحتمال- يده لسحق "المملكة" نفسها.
إذا لم يفهم هرتسوغ أن هذا هو المقصود في كلماته، فسوف يبكي ويرى كيف ترجمها نتنياهو.
وقال "في بلد ديمقراطي، لا يعتقل قادة المعارضة، ولا ندعو وزراء الحكومة بالنازيين، والحكومة اليهودية للرايخ الثالث، والمواطنين بالذهاب إلى أعمال شغب مدنية"، ردًا على كلامه، بعبارة أخرى، كان يتحدث عن "متطرفين من الجانبين".
هذا تلاعب كاذب، تُظهر التجربة أن التحريض السياسي والعنف في "إسرائيل" كان دائمًا من جانب واحد: من اليمين ضد اليسار، ومن المتوقع أن يعلن رئيس الدولة للجمهور رأيه الحقيقي في "إصلاح" وزير العدل ياريف ليفين.
هذا واجبه تجاه مواطني "إسرائيل" وتجاه الدولة. يجب على هرتسوغ تحطيم الكذبة التي ينشرها أعضاء حكومة نتنياهو للجمهور، وهي أنه من المفترض أنها خطة تسعى إلى تصحيح المشاكل في النظام القضائي، عندما تكون خطة هدم ثورية، ومن المفارقات في الروح الحقيقية للأممية: "عالم قديم يصادر".
كيف يمكن للمرء أن يحافظ على الحياد عندما تشرح رئيسة السلطة القضائية أن "معنى الخطة هو تغيير الهوية الديمقراطية للبلد بشكل لا يمكن الاعتراف به"، وعندما تقول علنًا، بطريقة غير غامضة، أن الهجوم على السلطة التي تترأسها هي "هجوم معزز، كأن النظام القضائي كان عدواً يجب مهاجمته وإخضاعه"؟
هل اشترى هرتسوغ الدعاية البغيضة لوزير العدل وأصدقائه، وهل يعتقد أيضا أن حيوت تمثل، بهذه الكلمات القاسية، اليسار؟ إذا لم يستيقظ هرتسوغ قريبًا، ويعترف بالواقع وحشد كل ثقل الرئاسة لإنقاذ دولة "إسرائيل" من ائتلاف جامح فسر التفويض الممنوح له من قبل الجمهور على أنه ضوء أخضر لتفكيك الدولة، رد ضعيف سيتم ذكره إلى الأبد.
