موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
الخطوط الحمراء للملك عبد الله.
ليس لدى الإدارة الأمريكية خطة سلام جديدة تنوي تقديمها للفلسطينيين و"إسرائيل" بخلاف فكرة عامة قائمة على حل الدولتين، يدرك الرئيس بايدن أن هذه الفكرة ليست واقعية الآن ويفضل التركيز على إدارة الصراع وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني للفلسطينيين في الضفة الغربية.
هذه السياسة هي مصدر قلق كبير للسلطة الفلسطينية والأردن، خاصة في ظل صعود الحكومة اليمينية الجديدة إلى السلطة في "إسرائيل"، هناك خوف من الإجراءات الأحادية الجانب من قبل حكومة نتنياهو التي ستدفع بفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، الأمر الذي ترفضه حكومة نتنياهو بشكل قاطع.
يركز العاهل الأردني الملك عبد الله حالياً على محاولة صد أي خطوة من قبل الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي يراها تهدد مصالح المملكة الأردنية الهاشمية، ويخشى العاهل الأردني من إقامة الحكومة الجديدة في "إسرائيل"، المشكلة الفلسطينية ليست على رأس جدول الأعمال الدولي ومعركة الخلافة في السلطة الفلسطينية.
وهو يخشى أن معركة الخلافة في السلطة الفلسطينية لا تشير إلى قيادة واضحة للفلسطينيين في اليوم التالي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بل تشير إلى احتمال اندلاع صراع دموي على الأرض.
وبحسب مصادر أردنية، فإن الملك ظل يعمل سراً مع البيت الأبيض منذ عدة أسابيع لتوضيح خطوطه الحمراء لحكومة نتنياهو، وقبل نحو ثلاثة أسابيع ظهر الملك على "شبكة سي إن إن" وحذر من اتخاذ الحكومة الجديدة إجراءات أحادية الجانب في "إسرائيل" ستؤدي إلى صراع مع الأردن وانتفاضة جديدة في الضفة الغربية.
منذ أن التزم الملك الصمت، تقول مصادر في الأردن إنه ينتظر زيارة مستشار الأمن القومي جاك سوليفان ووزير الخارجية لينكولن لـ"إسرائيل"، اللذان يفترض بهما دعم الموقف الأردني وتحذير الحكومة الإسرائيلية من اتخاذ خطوات أحادية من قبل "إسرائيل" تجاه المسجد الأقصى والضفة الغربية.
ويقول مسؤولون أردنيون إن الملك عبد الله يتابع الخلافات العميقة في "إسرائيل" بشأن الإصلاح القانوني ويأمل أن تؤدي موجة الاحتجاج إلى تقدم الانتخابات أو على الأقل كبح خطوات الحكومة اليمينية، الملك صاغ مبادئ الأردن وخطوطه الحمراء لعام 2023، والأردن يستعد لمواجهة سياسية مع حكومة نتنياهو:
1. التمسك الصارم بمكانة الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في القدس، وخاصة على المسجد الأقصى، وفقاً لاتفاقية السلام لعام 1994.
2. معارضة أردنية لأي محاولة إسرائيلية لمنح السعودية "موطئ قدم" في المسجد الأقصى.
3. رفض أي محاولة من قبل إدارة بايدن لتبني بنود من خطة الرئيس ترامب "صفقة القرن".
4. معارضة أردنية لتوسيع المستوطنات وأي تحرك لضم الأراضي من جانب حكومة نتنياهو.
5. الإصرار على حل الدولتين ورفض أي محاولة إسرائيلية للإيحاء بأن "الأردن هو فلسطين".
تتمثل استراتيجية الملك عبد الله الفورية في محاولة عزل الحكومة اليمينية الجديدة في "إسرائيل" وتقديمها للعالم كحكومة فصل عنصري، وهو ينسق هذا الأمر مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويدعم كل التحركات الفلسطينية ضد "إسرائيل" في ساحة الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي.
الملك يتلقى الدعم الكامل في البرلمان الأردني لهذه الاستراتيجية، وحزب "العمل الإسلامي"، المرتبطة بحركة حماس، والتي يضيق الخناق عليها أيضاً بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في الأردن وزيادة أسعار الوقود والغذاء، كما يركز جلالته على قضية المشكلة الفلسطينية لصرف أنظار الشارع الأردني عن مشاكل الأردن الاقتصادية الصعبة.
ما يجب أن يكون مصدر قلق كبير لـ"إسرائيل" هو نية الملك العمل أيضاً على وضع حاجز بين "إسرائيل" والدول العربية التي لديها معها اتفاقيات سلام وتطبيع ومحاولة عزلها، ولم يشارك الأردن في الاجتماع الثاني لـ"مؤتمر النقب" الذي انعقد مؤخراً في أبو ظبي رغم مناشدات الولايات المتحدة والدول الأعضاء في هذا المنتدى.
تقييم وزارة الخارجية الأردنية هو توقع عام صعب في العلاقات مع "إسرائيل" بعد تغيير الحكومة قد يكون هناك أيضاً قطيعة في العلاقات السياسية بين البلدين.