إسرائيل تؤجل توسيع مستوطنة نوف صهيون في شرقي القدس

هآرتس

ياعال فريدسون ويهونتان ليس

ترجمة حضارات


عشية زيارة مسؤول أميركي كبير تم تأجيل مناقشة توسيع مستوطنة نوف صهيون في شرقي القدس 

 شطبت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء في بلدية القدس، الليلة الماضية (الثلاثاء)، من جدول الأعمال مناقشة خطة توسيع مستوطنة نوف صهيون في حي جبل المكبر شرقي المدينة، والتي كانت مقررة صباح اليوم. 

 خطة البناء الجديدة، المسماة "المنظر الذهبي"، كان من المفترض طرحها للمناقشة في نهاية نوفمبر، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل مناقشة حولها منذ انتخابات الكنيست.

تم اتخاذ القرار عشية زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان لـ"إسرائيل"، مع وجود توترات سياسية في الخلفية تجاه المجتمع الدولي.

وجاء قرار تأجيل المناقشة أمس، بعد ساعات قليلة من توقيع أكثر من 90 دولة على بيان -أعربت فيه عن قلقها العميق- إزاء الإجراءات العقابية التي تتخذها "إسرائيل" ضد السلطة الفلسطينية.

يأتي ذلك بعد قبول الاقتراح الفلسطيني -الشهر الماضي- بمطالبة محكمة العدل الدولية في لاهاي؛ بإبداء رأي بشأن التبعات القانونية لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشرقية، هذا العام من المتوقع أن يبدأ 15 قاضياً في لاهاي في صياغة الفتوى.

تم إنشاء حي نوف صهيون في قلب حي جبل المكبر الفلسطيني من قبل مستثمرين يهود في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وكان يسكنه منذ حوالي 11 عاماً.

يعتبر الحي مرموقاً وبإنشاءات عالية المستوى، وتطل الشقق فيه على المدينة القديمة، اليوم تعيش حوالي 100 عائلة يهودية في المستوطنة في مجمعين.

تشمل خطة "المنظر الذهبي" بناء 100 شقة و 275 غرفة فندقية، ومن المتوقع أن تربط حي نوف صهيون اليهودي في جبل المكبر بحي أرمون هنازيف، وكانت منطقة توسيع الحي محل نزاع قانوني لفترة طويلة.

 قبل نحو عقد من الزمان حاول رجل الأعمال الفلسطيني بشار المصري شراء المنطقة لمنع توسع الحي اليهودي، لكن المحاولة باءت بالفشل، وتم شراء الأرض أخيراً من قبل رجل الأعمال رامي ليفي الذي يعيش في القدس.

ربما كانت الموافقة على خطة توسيع الحي قد أحرجت الإدارة الأمريكية، على خلفية زيارة مستشار الأمن القومي سوليفان مساء اليوم، في وقت لاحق من هذا الشهر، من المتوقع أن يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين "إسرائيل".

 إلى جانب ذلك، قد يؤدي الترويج للخطة إلى تحريض دول الخليج العربي ضد "إسرائيل"، على خلفية المحادثات لعقد قمة لوزراء خارجية اتفاقيات إبراهيم في غضون أسابيع قليلة في المغرب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تثير الخطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي ضد الحكومة الجديدة.

 في "إسرائيل"، يحاولون إقناع المجتمع الدولي بالفصل بين التصريحات المتطرفة لكبار المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم الوزراء إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتس، عن عدم وجود تغيير في السياسة المتعلقة بمستوطنات الضفة الغربية.

 وضعت الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية ثلاثة مبادئ أساسية: الحفاظ على رؤية البلدين، ووقف مشروع الاستيطان، والحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي (الأقصى).

يتم الترويج للبرنامج من قبل مؤسسة Kilas Investment Corporation، التي شاركت في بناء أجزاء من حي Nof Zion، من بين أمور أخرى تقوم الشركة بتأجير الكثير في المنطقة للشرطة، التي أنشأت محطة أوز هناك.

 بعد أن طُلب من الشرطة إخلاء المنطقة، قدموا خطة جديدة لنقل المحطة إلى جفعات ترموسيم-ميتسباتيل القريبة.

أفيف تاتارسكي، الباحث في جمعية "عير عميم" يقول: "مثلما نقلت الدولة منازل الفلسطينيين إلى مستوطنين في الشيخ جراح وسلوان، كذلك فعلت مع المنطقة التي تم التخطيط للمستوطنة الجديدة فيها في جبل المكبر".

وبحسبه: "فإن إقامة مستوطنة جديدة ضعف مدخل جبل المكبر سيعمق الوجود المسلح للشرطة وحرس الحدود وحراس الأمن المسلحين، الأمر الذي سيضر بالشعور بالأمن ويعطل الحياة اليومية لعشرات الآلاف من سكان الحي".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023