المظاهرة هي مجرد البداية

هآرتس

مقال التحرير

ترجمة حضارات


المظاهرة هي مجرد البداية

أطلقت الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو وأصدقاؤه من اليمين المتطرف، والمتدينين معركة أخرى ضد نظام العدالة، وهذا يتطلب أكبر احتجاج مدني ممكن، ردود الفعل القاسية بين أعضاء الائتلاف على قرار قضاة محكمة العدل العليا بعدم الأهلية لتعيين رئيس شاس أرييه درعي (الذي أدين بجرائم وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ) وزيراً في الحكومة -بما في ذلك تهديد درعي بـ "إذا أغلقوا الباب علينا، سندخل من النافذة"- أوضح أن الامتثال للقانون ليس مبدئاً عندهم، إلا إذا قاموا بتغييره بما يتناسب مع مقاييسهم السيئة.

كان أداء زعيم المعارضة يائير لبيد حسناً عندما ثاب إلى رشده وأعلن أنه سيأتي إلى التظاهرة غداً احتجاجاً على تصرفات الحكومة، ويأتي ذلك بعد أن تخلى عن مشاركته الأسبوع الماضي، لأن المنظمين لم يوافقوا على أن يخطب فيها وبالتالي غاب عن أكبر مظاهرة عرفتها إسرائيل في العقد الماضي، وعلى هذا الاحتجاج الديموقراطي أن يفتح أبوابه لمن يريد أن ينضم إليه دون لجان استقبال أو حواجز على المدخل، كل رجل ومذهبه.

ومن المقرر أن تكون المظاهرة مساء السبت الساعة 19:00، وتفتتح في شارع كابلان في تل أبيب، بعد ذلك ستكون هناك مسيرات في شوارع المدينة.

في الوقت نفسه، يجب ألا ننسى أن هناك أكثر من أداة في ترسانة الأدوات المدنية المصممة للاحتجاج على الظلم الحكومي، التظاهرات في ساحة المدينة شيء جيد وجميل لكنها غير كافية، لم يصوت نصف الشعب للحكومة الحالية، ويعتقد الآلاف أن تحركاتها الأخيرة تقوض أسس الديمقراطية بما في ذلك الطلاب والعاملين في القطاعين العام والخاص، ورجال الأعمال والمستثمرين والرجال والنساء واليهود والعرب والمستقيمين والمثليين وغيرهم الكثير، كل هؤلاء معاً يتمتعون بقوة أكبر مما لديهم عندما يكونون منفصلين، ويمكن تسخير هذه القوة لإيصال رسالة للحكومة مفادها أن الجمهور لن يسمح لها بتدمير البلاد دون مقاومة واحتجاج، حتى الآن، ظهرت بالفعل العديد من المبادرات بهذه الروح: على سبيل المثال، إضراب لمدة ساعة واحدة لإنقاذ الديمقراطية، مخطط له يوم الثلاثاء من الساعة 11:00 إلى 12:00، كما تمت دعوة أرباب العمل والعاملين لحسابهم الخاص للمشاركة.

على الحكومة أن تفهم أن الاحتجاج ليس من المتوقع أن يتلاشى قريباً بل على العكس لن يقف الجمهور مكتوف الأيدي بينما هي تدمر منزلنا جميعاً.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023