موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
قبل أيام قليلة، نشرت حركة حماس بشكل غير متوقع مقطع فيديو شوهد فيه لأول مرة الأسير الإسرائيلي أفرا منغيستو، المحتجز لدى حماس منذ 2014، وأثارت موجة من التقييمات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، بخصوص الأسباب التي دفعتها لنشر الفيديو.
التقدير العام في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن حماس تتعرض لضغوط كبيرة وتبحث عن إنجازات لتعزيز موقعها في الشارع الفلسطيني.
حققت حماس إنجازات كبيرة في الرأي العام الفلسطيني بعد هجومها الصاروخي المفاجئ على القدس في مايو 2021 والذي أدى إلى عملية كبيرة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ("حارس الأسوار") ولكن يبدو أن هذه الإنجازات تآكلت لعدة أشهر حتى الآن.
وترى حماس في صعود الحكومة اليمينية الجديدة إلى السلطة في "إسرائيل" فرصة لتحقيق انفراج في المأزق الذي نشأ في المفاوضات بشأن صفقة تبادل أسرى جديدة.
ويقدر مسؤولون كبار في حماس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الشخصية السياسية الوحيدة في "إسرائيل" اليوم التي يمكن أن ينفذ إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى حيث نفذ "صفقة شاليط" في عام 2011.
كما نشرت حماس مقطع فيديو قصيرًا للأسير الإسرائيلي هشام السيد قبل شهر يونيو من العام الماضي في إطار حربها النفسية ضد "إسرائيل" ومحاولتها إثارة الرأي العام الإسرائيلي للضغط على الحكومة للمضي قدمًا في صفقة جديدة تبادل الأسرى.
تركز حماس حربها النفسية على الأسرى الإسرائيليين في أيديها، اللذين بقيا على قيد الحياة، وهما من الوسط العربي والقطاع الإثيوبي لمحاولة خلق "الرواية الكاذبة" بأن الحكومات الإسرائيلية تتخذ نهجًا عنصريًا وتتخلى عنهما بسبب اصلهما.
انتقاد حماس
في الشارع الفلسطيني وكذلك بين الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية، هناك انتقادات متزايدة لقيادة حماس في قطاع غزة لعدم قدرتها على الضغط على "إسرائيل" للموافقة على صفقة تبادل أسرى جديدة رغم أنها تحمل بين يديها أوراق مساومة: إسرائيليان على قيد الحياة وجثتان لجنود إسرائيليين.
كما أن انتقاد حماس يعود إلى حقيقة أن تمثيلها ضئيل بين الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، والتي تتكون أساسًا من نشطاء تنظيمي الجهاد الإسلامي وفتح، وانطلاقاً من حقيقة أنها منذ أيار (مايو) 2021، لم تطلق أبداً صواريخ باتجاه "إسرائيل".
وكانت المواجهة العسكرية الأخيرة ضد "إسرائيل" في آب / أغسطس 2022 من قبل منظمة الجهاد الإسلامي (عملية " بزوغ الفجر") بينما كانت منظمة حماس تقف مكتوفة الأيدي ولم تشارك في القتال.
ويقول مسؤولون في حماس إن قطاع غزة ساهم من جانبه في الصراع العسكري ضد "إسرائيل" من خلال جولات القتال التي ألحقت أضرارًا وخسائر كبيرة بسكان القطاع، وأن دور الضفة الغربية الآن هو المشاركة عسكريًا في القتال ضد "إسرائيل".
وفيما يتعلق بالمشاركة المتناثرة لعناصر حماس في الجماعات المسلحة في شمال الضفة الغربية، فإن حماس تبرر ذلك بالقول إن جهاز الأمن العام (الشاباك) اعتقل العديد من نشطاء الحركة وأن التنسيق الأمني بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية نجح في إحباط العديد من عمليات حماس.
وأكد محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس ذلك في مقابلة أجراها في 12 كانون الثاني / يناير مع وكالة "القدس" للأنباء.
وأوضح أن خروج حركة حماس إلى جولات قتالية إضافية ضد "إسرائيل" "سوف يستنفد قوتها في قطاع غزة ويضر بقدرتها على تحرير كل فلسطين".
وزعم أن "هذا ليس ضعفًا أو هروبًا من المسؤولية، هذا نهج إنساني، لا يمكنك الدخول في مباراة ملاكمة دون الاستعداد جيدًا ضد خصمك"، وأضاف أن نشاط المقاومة في الضفة الغربية يخفي الهدوء النسبي الذي يسود قطاع غزة ويقوي قطاع غزة.
إلى أين تسير الأمور؟..
التقدير في جهاز الأمن الإسرائيلي هو أن حماس لن تتحمل المأزق في انتظار صفقة تبادل الأسرى الجديدة وأنها ستحاول اختطاف جنود إسرائيليين على حدود غزة من أجل استئناف المفاوضات بشأن الصفقة.
حماس في حالة يرثى لها وعليها أن تتخذ إجراءات تظهر للأسرى الأمنيين والشارع الفلسطيني أنها تبذل كل ما في وسعها لإجبار "إسرائيل" على إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الأمنيين من سجونها.
في الوقت نفسه، تستعد حماس لجولة جديدة من القتال ضد "إسرائيل"، رغم أنها غير مهتمة بها الآن، فقد تؤدي محاولة خطف جنود أو مدنيين إسرائيليين على حدود قطاع غزة إلى رد عسكري قوي من "إسرائيل".
كما تأخذ حماس في الاعتبار أن الحكومة اليمينية الجديدة قد تتخذ قرارًا بشأن عملية عسكرية كبيرة في شمال الضفة الغربية ضد الجماعات المسلحة، وأنها لن تكون قادرة على الصمود دون المشاركة في المعركة بعد تحديد معادلة " توحيد الساحات "في مايو 2021.
ونفذ الجناح العسكري لحركة حماس في الأشهر الأخيرة عدة مناورات عسكرية تضمنت سيناريو تسلل إلى داخل "إسرائيل" وهجمات على مستوطنات وقواعد عسكرية في غلاف قطاع غزة وعمليات قتل وخطف.
في الوقت نفسه، تعمل حماس على ترميم الأنفاق الهجومية التي تضررت خلال الحرب في أيار 2021 وتجديد مخزونها من الصواريخ.