موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
بدأت مخاوف الفلسطينيين من الحكومة اليمينية الجديدة في "إسرائيل" تتلاشى في ضوء موجة الاحتجاج الكبيرة في "إسرائيل" ضد الإصلاح الذي تخطط له حكومة نتنياهو في النظام القضائي.
رغم العقوبات التي فرضتها حكومة نتنياهو على السلطة الفلسطينية؛ إثر مناشدتها الأمم المتحدة طلب فتوى قانونية من محكمة العدل الدولية في لاهاي، بشأن مشروعية الاحتلال الإسرائيلي، فإن الشارع الفلسطيني يتشجع من المظاهرات الكبيرة التي من المتوقع أن تتصاعد خلال الأسابيع المقبلة ضد الحكومة.
إن مشهد عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في أجزاء مختلفة من البلاد يشجع الفلسطينيين على الاعتقاد بأن الحكومة اليمينية تخلق شرخاً كبيراً في المجتمع الإسرائيلي وتضعفه، وأن "إسرائيل" على شفا حرب بين الأشقاء سيؤدي إلى التفكك لاحقًا، وعندها سيتمكن الفلسطينيون من جني الثمار.
كبار المسؤولين في فتح يقيّمون في المنتديات المغلقة أن المارد الطائفي خرج من القمقم في "إسرائيل" وأن الصراع الداخلي لا مفر منه.
كما يشجع الفلسطينيون الخطوات التي اتخذها الوزراء إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، والبؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة الغربية.
إنهم واثقون من أن هذه التحركات والتحركات الأخرى قيد الإعداد ستؤدي إلى تعقيد "إسرائيل" دولياً، وستخلق أيضاً أزمة مع إدارة بايدن.
وهم يشيرون بالفعل إلى وفد من 45 نائباً أمريكياً من الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري زار "إسرائيل"، ورفض اجتماعات سياسية يشارك فيها الوزيران بن غفير وسموتريتش.
خلق الاقتحام المفاجئ لوزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، توترات بين "إسرائيل" والأردن، والتي استمرت بشكل أكبر بعد أن احتجزت شرطة القدس السفير الأردني في "إسرائيل" الذي أراد دخول المسجد الأقصى، هذا الحدث أضر بصورة "إسرائيل" في العالم وبين الدول العربية والإسلامية، والشعور بأن حكومة نتنياهو تنوي انتهاك الوضع الراهن في المسجد الأقصى.
يخدم هذا السلوك الرواية الجديدة بأن الفلسطينيين يصفون حكومة نتنياهو بأنها "أكثر الحكومات فاشية وعنصرية التي وجدت في "إسرائيل" منذ قيام الدولة"، والفلسطينيون على يقين من أن السياسة الحالية للحكومة الجديدة في "إسرائيل" تخدم مصالحهم في نهاية المطاف، سيكون اختبارها الكبير -حسب رأيهم- في غضون شهرين مع بداية شهر رمضان، الذي سيقترب من عيد الفصح.
منظمات على اليمين الإسرائيلي وجهت طلبات إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير للموافقة على سلسلة من الإجراءات الجديدة في المسجد الأقصى، من بينها تقديم القرابين في المسجد الأقصى، بقدر ما هو معروف لن يسمح رئيس الوزراء نتنياهو بتغيير أي شيء في الوضع الراهن السائد هناك، لكن هذا -على الأرجح- لن يمنع التحريض الفلسطيني الذي سيحاول تأجيج المشاعر.
يقول مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية أنه فيما يتعلق بالفلسطينيين، لا فرق بين حكومة نتنياهو الجديدة وحكومتي بينيت ولبيد، فكل هذه الحكومات الإسرائيلية معادية للفلسطينيين، وتواصل قتل الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتوسيع المستوطنات.
ويذكر أن نفتالي بينيت ويائير لابيد رفضا لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس واستئناف المفاوضات السياسية معه، ومن المرجح أن يستمر رئيس الوزراء نتنياهو في هذا المسار أيضاً رغم أنه سبق وأن التقى عباس في السابق.
الفلسطينيون سعداء بتنحية رئيس شاس أرييه درعي، الذي استبعدته المحكمة العليا من العمل كوزير، ويرون في قرار المحكمة العليا انتصاراً مفاجئاً على حكومة نتنياهو.
كثيرون في الشارع الفلسطيني مندهشون، على الرغم من كراهية "إسرائيل"، من حقيقة أنها دولة ديمقراطية، وبسبب التظاهرات الكبيرة ضد حكومة نتنياهو على خلفية نيتها إدخال إصلاحات بعيدة المدى في النظام القضائي التي تتم حتى الآن دون اضطرابات.
التغييرات التي تخطط لها الحكومة الإسرائيلية ينظر لها في الشارع الفلسطيني على أنها تغييرات ستضع "إسرائيل" في مفترق طرق، وتحولها إلى دولة شرق أوسطية بكل معايير الأنظمة العربية.
يشعر الفلسطينيون بالغيرة من اتساع نطاق التظاهرات الميدانية، ويسألون أنفسهم متى ستصل إلينا هذه الظاهرة أيضاً؟ متى سيخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين للتظاهر ضد الحكم الفاسد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية؟ لماذا يظهر الشارع الفلسطيني اللامبالاة تجاه وضعه ومتى يستعيد كرامته؟