محاولات إسرائيلية لتهدئة الوضع الأمني في رمضان

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



من المفترض أن يكون شهر رمضان، الذي سيبدأ بعد شهرين، في وقت قريب من عيد الفصح، شديد التوتر من الناحية الأمنية، خاصة في القدس والمسجد الأقصى، ولهذا اختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بان يقوم بأول زيارة له كرئيس للوزراء إلى الأردن ويلتقي بالملك عبد الله.

اللقاء بين نتنياهو وعبد الله هو الأول منذ لقاءهما الأخير في 2018.

وتأتي زيارة نتنياهو بعد لقائه مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، وقبل لقائه الأسبوع المقبل بوزير الخارجية توني بلينكن الذي سيصل إلى "إسرائيل"، الإدارة الأمريكية قلقة للغاية من تصعيد العلاقات بين "إسرائيل" والأردن بعد اقتحام الوزير إيتامار بن غفير المسجد الأقصى والتوترات المستمرة بعد خطأ شرطة القدس التي احتجزت السفير الأردني في "إسرائيل" عندما حاول دخول المسجد الأقصى الأسبوع الماضي.

فالمصلحة المشتركة لـ"إسرائيل" والأردن هي تهدئة الوضع الأمني في المسجد الأقصى في أسرع وقت ممكن، والملك عبد الله قلق للغاية بشأن الوضع الأمني في مملكته، وتحاول العناصر الإسلامية المتطرفة الاستفادة من الأزمة الاقتصادية الشديدة ارتفاع الأسعار لإشعال النار في شوارع الأردن وزعزعة استقرار النظام، والتصعيد في المسجد الأقصى مثل سكب الوقود على النار.


ومنذ اقتحام بن غفير المسجد الأقصى، ارتفعت الأصوات في البرلمان الأردني لطرد السفير الإسرائيلي من عمان وفتح الحدود مع "إسرائيل" للجهاد. وبحسب مصادر سياسية في "إسرائيل"، فقد أكد رئيس الوزراء نتنياهو للملك عبد الله ملك الأردن، عدة مرات خلال الاجتماع الذي استمر عدة ساعات على انفراد، أن "إسرائيل" لن تغير الوضع الراهن في المسجد الأقصى وستحتفظ بمكانة الوقف الإسلامي.  

كما يخشى الملك من احتمال أن تحصل السعودية على "موطئ قدم" في المسجد الأقصى كجزء من اتفاقية التطبيع مع "إسرائيل"

"إسرائيل" والأردن لهما مصلحة عليا، على الرغم من خلافاتهما، في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، وقد وجهت إدارة بايدن طلبات بهذه الروح إلى "إسرائيل" والأردن في الأيام الأخيرة، كما تقدر الإدارة الأمريكية أن المنظمات الفلسطينية ستحاول التصعيد خلال شهر رمضان كما حدث في مايو 2021.

تعتبر الأردن، هي الوصي على المقدسات في القدس بموجب اتفاق السلام مع "إسرائيل"، حيث يريد الأردن يريد تعزيز موقف الوقف في المسجد الأقصى، من جهته أعلن الملك عبد الله قبل ثلاثة أسابيع عن نيته زيادة الوقف في المسجد الأقصى بمقدار 100 موظف إضافي. وربما نوقش هذا الطلب في لقائه برئيس الوزراء نتنياهو.

ومن الجهات المهمة التي يمكن أن تسهم في تهدئة الوضع الأمني في المسجد الأقصى السلطة الفلسطينية، التي تشارك أيضا في التحريض الديني ضد "إسرائيل"، وطلبت إدارة بايدن من رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن التحرك من أجل الهدوء خلال شهر رمضان.

كما سيكون الوضع في المسجد الأقصى قضية محورية خلال زيارة رئيس الوزراء لواشنطن الشهر المقبل وزيارته المرتقبة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وبحسب مصادر سياسية، فقد طرحت قضية الوضع الأمني في شمال الأردن أيضا في لقاء رئيس الوزراء نتنياهو والملك عبد الله، يتورط النظام السوري في عمليات تهريب واسعة النطاق لمخدرات وأسلحة إلى الأراضي الأردنية، والشخص الذي يديرها هو اللواء ماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وشقيق الرئيس السوري وجزء كبير من الأسلحة المهربة يصل الضفة الغربية.

يعتبر لقاء نتنياهو مع الملك عبد الله محاولة مشتركة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وإدارة بايدن راضية عن الجهد المشترك للزعيمين لتهدئة التوترات بين البلدين، وقد نرى أيضا متبادلة إيماءات للمساهمة في الهدوء.

وتقول مصادر سياسية في تل أبيب إن رئيس الوزراء نتنياهو سيطلب من الوزير إيتامار بن غفير عدم اقتحام المسجد الأقصى إلا بعد شهر رمضان من أجل منع استخدام الزيارة للتحريض ضد "إسرائيل" للتسبب في تصعيد أمني.

ولم يعلن الأردن بعد ما إذا كان سيشارك في "مؤتمر النقب 2" المتوقع عقده في المغرب في آذار (مارس) المقبل، لكنه تجنب حتى الآن المشاركة في اجتماعين لـ "منتدى النقب" الذي أنشئ لتعزيز التطبيع بين "إسرائيل" والدول العربية والتعاون ضد التهديد الإيراني.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023