قالب المناظر الطبيعية للحكومة الإسرائيلية الجديدة

هآرتس

مقال التحرير
ترجمة حضارات




أضافت وزارة التربية والتعليم شرطاً جديداً للقائمين على البرامج الخارجية في المدارس، والذي يتضمن التزامًا بعدم تضمين "عار وإهانة الجيش الإسرائيلي، أو جنود الجيش الإسرائيلي، أو قتلى الجيش الإسرائيلي، أو الأعمال العدائية".

على ما أذكر، في مقابل انضمام رئيس مجلس نوعم "آفي ماعوز" إلى الائتلاف، سلم نتنياهو السيطرة على وحدة البرامج الخارجية وتعزيز الشراكات في وزارة التربية والتعليم، ولكن في الوقت الحالي، يتم توقيع العطاء فقط من قبل وزارة التربية والتعليم.

يعطي الشرط الجديد صورة مشوهة، كما لو أن الطلاب الإسرائيليين قد تعرضوا في أي وقت لبرامج دراسية خارجية تذل جنود الجيش الإسرائيلي وتذل قتلى الجيش الإسرائيلي والأعمال العدائية.

هذا معيب جوهرياً، حتى نتذكر أن هذه حكومة يسعى فيها وزير الثقافة إلى منع تمويل فيلم وثائقي يتناول مدينة الخليل، فقط لأنه يوثق الواقع بأمانة، ويتضح أن الحقيقة -بحسب الحكومة الجديدة- تضر بصورة "إسرائيل".

إذن إلى من يستهدف القسم الجديد؟ لمنتدى عائلات القتلى الإسرائيليين والشهداء الفلسطينيين، الذي أدى وصوله إلى المدارس إلى اعتداءات اليمين، هل هذه إهانة للجيش أم ذكرى القتلى؟ بالطبع لا.

"بالعكس" يقول المنتدى "احترام القتلى وحرمة الحياة هي المحرك الذي يدفع الأمهات والآباء والإخوة والأبناء وغيرهم من الأقارب للتخلي عن الرغبة في الانتقام ورواية قصتهم بشكل مؤلم".  

لكن هذا لا يمنع الحكومة الجديدة التي تريد أن تخفي الطرف الآخر، وتنكر آلامه، وتحرق كل جسر إلى السلام، وتشويه وجه الأشياء، وتقديمها على أنها من يذل الجنود رجال القضاء.

ما يخيف وزارة التربية والتعليم وماعوز -لقد أحسنا فهمه في المنتدى- هو أن "طلاب "إسرائيل" سيتعرفون على زوايا إضافية للواقع الذي نعيش فيه جميعاً، ويطورون تفكيراً نقدياً ومستقلاً"، أو بعد ذلك قد يطالبون بالتغيير.

تشن الحكومة الجديدة حرباً متعددة الجبهات: تهدف إلى إضعاف النظام القضائي إلى إعطاء سلطة غير محدودة للأغلبية الحالية في الكنيست للتشريع والقيام بكل ما يحلو لها، دون قيود أو مكابح.

إن الحد من حرية التعبير وحرية الصحافة يمنحها إمكانية العمل بدون شفافية، ويقلل من تعرضها للنقد.

لكن أفضل طريقة للسماح للأغلبية بالحكم بدون رقابة، هو قمع قدرة المواطنين على التشكيك في أفعال وسياسات الحكومة، لهذا الغرض يجب اعتقال المواطنين وهم لا يزالون صغاراً، ومراقبة محتويات الدراسة، ومنع تعرضهم لمجموعة متنوعة من الآراء ووجهات النظر وتشكيل وعيهم في نمط المشهد الحكومي.

يجب محاربة هذه العملية الخطيرة من خلال المبادرات الخارجية، والتي ستسمح لجميع هذه الهيئات بكشف الواقع للطلاب، ويجب ألا يفسد وعي المواطنين من قبل الحكومة الخطيرة في السلطة.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023