بدون "الرد الصهيوني المناسب"

هآرتس

مقال التحرير

ترجمة حضارات



الهجوم الصعب في النبي يعقوب الذي قتل فيه 7 إسرائيليين، والهجوم الذي وقع في اليوم التالي في القدس، والذي أطلق فيه فتى فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاما النار وأصاب إسرائيليين اثنين، هو نوع جديد من التحدي للمخابرات وقوات الأمن.

على الرغم من عدم معرفة ما إذا كان المنفذان يعملان ضمن أي إطار تنظيمي، وعلى الرغم من تحمل المسؤولية من قبل إحدى التنظيمات، ورسائل الدعم للهجمات من قبل الفصائل الفلسطينية وتنظيم حزب الله، يشهد توافر الأسلحة ودافع الأفراد لاستخدامها ضد اليهود على الطبيعة الجديدة للساحة.

كما سيتضح أن العمليات المكثفة والعدوانية للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين، حيث قُتل 9 فلسطينيين، من بينهم مسلحون، أو اقتحام المنازل ليلاً بحثًا عن أسلحة ومطلوبين أو ببساطة لغرض بث الرعب، لم تنجح في قمع الدافع لتنفيذ عمليات تتغلغل في طبقات أوسع من الجمهور الفلسطيني.

التوقع العاجل الآن هو رد إسرائيلي، خاصة في ظل تشكيل حكومة يمينية متطرفة، تضم قادتها سياسيين مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذين ينادون بسياسة "الرد الصهيوني المناسب".

هؤلاء الوزراء وشركاؤهم في الحكومة لديهم الآن القوة والسلطة لخرق أي جدار، وفرض عقوبات جماعية شديدة، ومنح تصاريح لبناء "مستوطنات انتقامية" وأيضًا "احتلال" الحرم القدسي لإظهار السيطرة، وبالتأكيد سيستغل بن جفير هذه الهجمات للإسراع بتحقيق رؤيته بإنشاء حرس وطني، يضم نحو 10 آلاف مواطن مسلح بالإضافة إلى قوات حرس الحدود، ووضع السلاح في أيدي أي مواطن يرغب في ذلك.

لكنهم في "إسرائيل" معروفون بالفعل باستعراض التفاخر من قبل الحكومة الجديدة والوزراء الجدد، بأنهم على يقين من أن لديهم الحل السحري النهائي للقضاء على "الإرهاب" الفلسطيني، كأن هذا الإرهاب منفصل عن الواقع القاسي في المناطق، والذي يستمر منذ حوالي 56 عامًا، وكل ما هو مطلوب هو زيادة ثقل المكبس ودرجة الوحشية في عمله من أجل تحقيق الهدوء.

هذا التصور، الذي ينبع الآن من رغبة الحكومة الجديدة في إثبات قوة عضلاتها، من المتوقع أن يدفع "إسرائيل" نحو مواجهه عنيفة وشاملة يمكن التكهن بنطاقه ونتائجه برعب.

رئيس الوزراء، على دراية جيدة وخبرة في عدم جدوى الإجراءات المتطرفة، وتوصل هو نفسه إلى اتفاقات مع حماس لتحقيق هدوء نسبي، وتعهد للملك عبد الله ملك الأردن بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، وهو ملزم الآن بالمساهمة في تجربته واستخدام قدراته لوقف رقصة السيوف التي يخطط لها وزراؤه، قبل أن يخلقوا واقعًا سيخرج أيضًا من سيطرته.

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023