الهجمات الانتحارية في العالم عام 2022

معهد بحوث الأمن القومي

ترجمة حضارات


الهجمات الانتحارية في العالم عام 2022 

في عام 2022، استمر الاتجاه التنازلي الحاد الذي كان واضحاً لعدة سنوات في الهجمات الـ"انتحارية" في العالم، وفي العام الماضي، تم تنفيذ 31 عملية "انتحارية" مقارنة بـ 74 في العام الماضي بانخفاض قدره 58٪.

ونفذ الهجوم 38 "انتحارياً" (مقارنة بـ 91 في عام 2021)، قُتل فيها حوالي 360 شخصاً (مقابل 805)، وجرح حوالي 900 (مقارنة بـ 1480)، ونُفِّذت الهجمات هذا العام في 7 دول (مقارنة بـ 17 دولة العام الماضي).

ووقعت معظم الهجمات في إفريقيا، ونُفذت 16 منها -أكثر من نصفها- في الصومال، ووقعت 10 هجمات "إرهابية" في جنوب وجنوب شرق آسيا (5 في باكستان و 4 في أفغانستان و 1 في إندونيسيا) و 5 في الشرق الأوسط (3 في سوريا و 1 في المملكة العربية السعودية ومصر).

هذا العام أيضاً، كانت التنظيمات السلفية الجهادية -القاعدة وداعش وشركاؤهما- مسؤولة بشكل حصري تقريباً عن تنفيذ جميع الهجمات الـ"انتحارية".

ويمكن تفسير الاتجاه النزولي في الهجمات الـ"انتحارية" في السنوات الأخيرة بشكل عام، وفي العام الماضي على وجه الخصوص، بعدة أسباب:

1. تراجع قوة التنظيمات المركزية التي تدير هذا النمط من العمليات، ويعود ذلك جزئياً إلى فقدان الأراضي التي يسيطرون عليها، وإلحاق أضرار جسيمة بقيادتها (على سبيل المثال: هذا العام فقط قُتل اثنان من قادة داعش، وزعيم القاعدة أيمن الظواهري).

2 - تم تقليص وجود القوات العسكرية الأجنبية في البلدان الإسلامية بشكل كبير، مما شجع في الماضي على تعبئة السكان المحليين والمتطوعين الأجانب لمحاربتها، وركزت الهجمات الـ"انتحارية" مكانها على السلطات الإسلامية المحلية على أساس أنهم كفار، أو ضد الأقليات العرقية والدينية المتنافسة، هؤلاء الخصوم ليسوا كافيين للتعبئة الجماهيرية.

يمكن تقدير أن هذه الأسباب، جنباً إلى جنب مع أنشطة الردع المحسنة لقوات الأمن المحلية، مع التدريب والمساعدة الغربية في بعض الأحيان، أدت إلى قرار المنظمات بالاحتفاظ بأفرادها والتركيز على أنماط العمل الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن استخدام الـ"إرهاب الانتحاري"، بالإضافة إلى قوته العالية نسبياً، كان له أيضاً قيمة رمزية كبيرة للمنظمات الـ"إرهابية"، لكنه كان دائماً يشكل نسبة صغيرة فقط من إجمالي أنشطتها.

وعلى الرغم من الانخفاض في عدد الهجمات الـ"انتحارية"، لا يزال متوسط ​​مستوى فتكها لكل هجوم مرتفعاً نسبياً، ولا يزال رادعاً للسكان المتضررين والرأي العام العالمي.

ومن الصعب تقدير ما يمكن أن يؤدي إلى انعكاس الاتجاه النزولي للهجمات الـ"انتحارية"، لكن من الممكن حدوث تغيير في الظروف الجيوسياسية، أو غزو جيش غربي أجنبي، أو سيطرة التنظيمات الجهادية على منطقة أو دولة كبيرة، أو تدهور النزاعات العنيفة على أسس دينية وعرقية وعنصرية، يمكن أن يدفع المنظمات إلى استغلال المزايا المتأصلة لها مرة أخرى في هذا النمط من العمليات بطريقة متزايدة.

وكتب التقرير الباحثان "يورام شفايتسر" و"ماتان أفغاليون"، بمساعدة "أنات شابيرا"، أو "أميني"، والمتخصصين في برنامج الـ"إرهاب" والحرب منخفضة الشدة في معهد دراسات الأمن القومي -تل هيرشكويتز، "هادار الداد"، "أوري تسيون"، "ايلي اونجيبيرج" و"عنبر مارسيني".

جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023