موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات
يقدر مسؤولون أمنيون في "إسرائيل" أن إيران تخطط لمهاجمة أهداف في إقليم كردستان العراق؛ ردًا على عمل الموساد الإسرائيلي في المنشأة العسكرية في أصفهان.
وقالت مصادر مقربة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن الطائرات المسيرة والمتفجرات التي استخدمت في هجوم أصفهان أدخلتها الجماعات الكردية المتمردة إلى إيران عبر كردستان العراق بتوجيه من وكالة استخبارات أجنبية.
وتزعم إيران منذ فترة طويلة أن في كردستان العراق قاعدة للموساد الإسرائيلي تشرف على العمليات السرية داخل الأراضي الإيرانية.
في دول الخليج وخاصة السعودية، هناك ارتياح كبير للسياسات المكثفة لحكومة نتنياهو، كما تجلى في الهجمات على أصفهان وعلى الحدود السورية العراقية.
وتقول مصادر خليجية إن "إسرائيل" تكشف في أفعالها أن إيران ليست قوية كما تقدم نفسها.
كما يقول مسؤولون سعوديون إنه إذا استمرت "إسرائيل" بهذا المعدل من الهجمات؛ فإن لديها فرصة لإحداث التغيير، والمهم هو الاستمرار في ضرب "رأس الأفعى" في طهران أكثر من الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا.
وتتصور دول الخليج أن إدارة بايدن أعطت حكومة نتنياهو "الضوء الأخضر" لزيادة معدل الهجمات في إيران بعد أن اقتنعت بأن الإيرانيين يضللون الدول الغربية ويخدمون مصالح روسيا في الحرب في أوكرانيا.
وتقدر مصادر روسية أن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان سيجعل الإيرانيين يقتربون من روسيا، وأدان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشدة الهجوم على المنشأة العسكرية في أصفهان المنسوب لـ"إسرائيل" ووصفه بأنه "استفزاز سيؤدي إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه".
كما يتهم المسؤولون الروس الولايات المتحدة بالمسؤولية عن الهجوم في أصفهان، وتنفي الولايات المتحدة أي صلة بالهجوم الذي وقع أثناء زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز لـ"إسرائيل".
ومن المتوقع أن تعزز إيران علاقاتها العسكرية مع روسيا لتطلب منها أسلحة دفاع جوي متطورة وتطالبها بوقف هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف إيرانية في سوريا.
كما يخطط الإيرانيون لتقوية الميليشيات الموالية لهم عسكريًا في اليمن والعراق ولبنان لتشكيل آلية رد على "إسرائيل" لأي هجوم على هدف إيراني في سوريا.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات استراتيجية، وتقوم الولايات المتحدة بتقوية العلاقات العسكرية مع "إسرائيل" استعدادًا لخيار عسكري ضد إيران، وقد تم إبراز ذلك في التدريبات الجوية المشتركة الأخيرة بين "إسرائيل" والولايات المتحدة، لم تكن مجرد مناورة؛ بل تدريبًا لسيناريو مهاجمة أهداف في إيران يمكن بالتأكيد تحقيقه في المستقبل القريب.
إن إدارة بايدن غاضبة من التورط العسكري الإيراني إلى جانب روسيا في الحرب في أوكرانيا ويعتقد أن إضعاف "إسرائيل" لإيران سيساعد أيضًا على إضعاف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومن هنا تأتي الأهمية الكبرى للهجوم على منشأة إنتاج صواريخ وطائرات مسيرة متطورة في أصفهان من قبل الموساد الإسرائيلي.
يبدو أن إدارة بايدن كانت في حالة هجوم وأعطت "الضوء الأخضر" لـ"إسرائيل"، ومن المفترض أن يتم إرسال الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم تطويرها في إسبانيا لاستخدامها من قبل الجيش الروسي في أوكرانيا.
في هذا الصدد، يعد الهجوم الإسرائيلي على أصفهان أيضًا رسالة أمريكية لإيران، التي أصبحت الحليف الوحيد المتبقي لروسيا.
يجب أن تعلم إيران أنها إذا استمرت في تزويد روسيا بأسلحة متطورة للحرب في أوكرانيا؛ فستجد الولايات المتحدة أمامها، وليس "إسرائيل" فقط.