تحدي موجة العمليات الجديدة: الجيل الفلسطيني Z

القناة الـ12
إيهود يعاري
ترجمة حضارات



عريب الرنتاوي، رئيس معهد "القدس" في الأردن - وليس من محبي صهيون، يذكر ما كانت عليه الرؤية بعد رحيل ياسر عرفات: في إفادة أمام الكونجرس الأمريكي للجنرال كيث دايتون. قال رئيس الفريق الذي درب وهيأ قوى الأمن الفلسطينية.
إن الهدف كان تشكيل "الرجل الفلسطيني الجديد" ، الذي سيرى حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى أعداء (!)، لكنهم سيرون "إسرائيل" كحليف، يرجى ملاحظة إلى أي مدى ذهبت الأحلام.

لم يشارك في هذه المهنة سوى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي أمضى معظم وقته في القدس وعمل على تحسين الاقتصاد في الضفة الغربية، وزراعة الخدمات والتركيز على البنية التحتية. 
في الواقع، في السنوات التي كان فيها سلام فياض رئيسًا للوزراء (حتى طرده على يد قيادات من فتح)، نجح في تقليص النظام المسرف في توزيع الرواتب على جهاز عام كان يتزايد عامًا بعد عام.


الأشخاص الذين أرادوا أن يكونوا الجيل الأول من "الرجل الفلسطيني الجديد" قد تجاوزوا سن الثلاثين وما فوق، لم يدركوا كما نعلم طموح دايتون وبلير، وانغمسوا في الوجود الرمادي لصعوبات العيش تحت سلطة تأكل من الفساد، أفراد القوات الأمنية، بعضهم تمت ترقيتهم إلى رتبة ضابط، وعدد الجنود أقل من القادة، بعضهم يعمل بدوام جزئي ويسارعون إلى الزراعة أو لدعم الأسرة؛ لذلك جاء دور الجيل "X" - الفلسطيني تحت سن 25. 

وكما يصفه رنتاوي -وأنا أتفق معه- فهم لم يسجنوا بعد بأصفاد الديون للبنوك وبناء منزلهم، إنهم ليسوا محاصرين في دوار الوجود، لم يشهدوا هزيمة الانتفاضة الثانية وأسماء منفذيها -بمن فيهم مروان البرغوثي- ليست قريبة من قلوبهم، إنهم مستثنون من الأوهام (وخيبات الأمل) التي صاحبت أوسلو، إنهم لا يحترمون فتح الفاسدة المتعفنة ولا يعجبون بحماس التي تغلق نفسها في غزة، إنهم يحتقرون الحديث المستمر عن "المصالحة الوطنية" وحرب أبو مازن السياسية.

هذه صورة أعضاء "عرين الأسود" في نابلس والجماعات المسلحة في جنين ومعظم منفذي العمليات في الأشهر الأخيرة: لا يتصرفون عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغريزتهم تحذرهم من تشكيل تنظيم واسع أو الانضمام إلى الفصائل القديمة أو إبراز القادة. 
حتى الآن لم يحاول أي منهم تقديم خطة عمل أو رؤية سياسية أو تحرك للسيطرة على زمام المبادرة.

هذا جيل حزين وغاضب، خالٍ من الأوهام ومحروم من الطموحات، وبعيد جدًا عن السياسة، معظمهم ليسوا متورطين في جرائم وفي نفس الوقت لا يتأخرون في الذهاب إلى الجامعة، إذا فتحنا المجال لهم فان أكثر من نصفهم سيكونون من المهاجرين، وإذا حصلوا على تصريح عمل في "إسرائيل" فإنهم يذهبون أحيانًا، وليس بشكل دائم عبر الحواجز إلى المعابر.

ويعتقد رنتاوي أنهم سيدفعون في المستقبل الجمهور العربي إلى صياغة استراتيجية جديدة ضد "إسرائيل". 
في هذا -أفترض- هو مخطئ: لديهم. للأسف، القدرة على مواصلة العمليات بشكل متقطع. لكن قوتهم في المثابرة على جذب غيرهم محدود للغاية.


جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023