المُحتل "الإسرائيلي" يُعَاقِب ولا يُعاقَب
بقلم: رجائي الكركي
6-2-2023
عام 1947 قسمت الأمم المتحدة فلسطين التاريخيّة، حينها رفض الفلسطينيون والعرب التقسيم، فجرت عمليات طرد للفلسطينيين وارتكبت المجازر بحقهم، الى ان جاءت النكبة في عام 1948 وأقيمت "دولة إسرائيل"، واحتلت وقتها 76% من أرض فلسطين، استمر اعتداء "إسرائيل" رغم وقوف الغرب الى جانب الاحتلال، فقابل الاحتلال ذلك بمزيد من التوغل، فحدثت نكسة عام 1967، حيث ضاعفت "إسرائيل" توسعة الأراضي المحتلة الى ثلاث أضعاف، وذلك باحتلالها لقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان والضفة الغربية، وتجددت معها عمليات التهجير للفلسطينيين، واتسعت رقعة الاعتداء والقتل، في عام 1982 اجتاحت "إسرائيل" لبنان، وارتكبت مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا، فكان عدد الضحايا قرابة ال 3500، المجزرة ارتكبت بإشراف "أريئل شارون"، عام 1987 اندلعت الانتفاضة الأولى، والتي اعتبرت انها مقاومة شعبية، واجهها الاحتلال بسياسة تكسير العظام بإشراف مباشر من "إسحاق شامير واسحاق رابين"، بين عامي 2008-2009 قصفت "إسرائيل" قطاع غزة بعملية (الرصاص المصبوب)، استشهد خلالها 1300 فلسطيني، ثم قصفت "إسرائيل" قطاع غزة مرة أخرى عام 2014 في عملية " الجرف الصامد"، ارتقى مئات الشهداء ودمرت آلاف البيوت، توافق الاعتداء على غزة مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من سكان حي شعفاط في القدس.
من مسلسل القتل إلى سرقة الأرض "الاستيطان"، المجتمع الدولي قدّم بيانات شجب واستنكار فقط، في المقابل الاحتلال ازداد امعاناً بالجريمة، فسار على ليجسد رؤية شارون في سبعينيات القرن الماضي، عندما وصف بأنه بطل بناء المستوطنات، حيث قال: "أعتقد أنه إذا ما قمنا ببناء هذه المستوطنات سوف نشعر بالأمان اللازم لتقبل مخاطر السلام".
وليس بعيداً عن مركز الصراع، (المسجد الأقصى)، منذ سنوات والمستوطنون يحاولون فرض معادلة (التوقيت الزماني والمكاني) داخل المسجد الأقصى، وذلك عبر إقامة الصلوات التلمودية وغيرها داخل باحات الأقصى المبارك، مع الترويج للرواية اليهودية المزيّفة بوجود "الهيكل المزعوم"، والعمل على تحقيق ما نادى به مئير كهانا في سبعينيات القرن الماضي، والتي دعت الى تنفيذ ترانسفير للفلسطينيين، وصولا للفاشية المتمثلة بالمتطرفين" بن غفير وسموتريتش وغيرهم"، والذين يهدفون الى عسكرة المجتمع "الإسرائيلي"، ليصبح الصراع أكثر وضوحاً على انه صراع "عقائدي وليس سياسي أو غيره".
ختاماً، ما يشهده الصراع اليوم داخل فلسطين وبالنظر لسنوات -قد خلت-، نرى ان المحتل يتجاهل مساوئ ما قد تخفيه الأيام، من حالة تهاوٍ جرّاء التطرف المتصاعد وحالة الشر المعلنة من قادته، ولعلنا نستذكر ما قاله الفيلسوف أفلاطون: "أغلب الناس عند السلطة يصيرون أشرارًا"، أعتقد ان لكل أمر نهاية، ونهاية الاحتلال الزوال