ضربة مهمة لحماس في منطقة أريحا

موقع نيوز "1"
يوني بن مناحيم
ترجمة حضارات



وجهت "إسرائيل" ضربة مهمة إلى منظمة حماس التي حاولت التمركز في منطقة أريحا وأقامت بنية تحتية في مخيم عقبة جبر للاجئين أطلق عليها "كتيبة عقبة جبر"، والتي كان من المفترض أن تعمل على شكل "الكتائب" التي أنشأتها حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية منذ أيار / مايو 2021، بعد العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ("حارس الأسوار").

إن عمل الجيش الإسرائيلي والشاباك في مخيم عقبة جبر بالقرب من أريحا مهم. 
واستشهد خلال العملية 5 مواطنين بينهم مالك لافي ورفعت عبيدات اللذين نفذا قبل أسبوعين عملية إطلاق نار على مطعم "مي كاسا" في مفرق ألموج بمنطقة أريحا.

وتأتي عملية الأمس الناجحة بعد عملية اعتقال نفذها الجيش الإسرائيلي يوم السبت الماضي في مخيم عقبة جبر، واعتقل خلالها 15 مواطناً في نهاية ساعات تبادل إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين.

ثم فشل الجيش الإسرائيلي في اعتقال أعضاء الخلية التي نفذت عملية إطلاق النار، لكن الجيش الإسرائيلي نجح بالأمس في المهمة.

وتعتبر مدينة أريحا أهدأ مدن الضفة الغربية وتقع بالقرب من محور المرور الرئيسي من الجنوب إلى الشمال من وادي الأردن، ويوجد على هذا المحور الكثير من حركة المركبات الإسرائيلية.

إن وجود المسلحين في منطقة أريحا يشكل خطورة كبيرة من الناحية الأمنية لـ"إسرائيل"، ومن هنا تأتي أهمية عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر.


عشر مجموعات مسلحة


تستغل حركتا حماس والجهاد الإسلامي ضعف السلطة الفلسطينية وعدم استعدادها لمحاربة المقاومة لتشكيل مجموعات مسلحة في إطار "كتائب" في أراضي الضفة الغربية، وقد تم حتى الآن تشكيل حوالي عشر مجموعات من هذا القبيل في مناطق نابلس وجنين وطولكرم.

إن مجموعة حماس المعروفة باسم "كتيبة عقبة جبر" في أريحا هي محاولة من قبل التنظيمات للانتشار إلى جنوب الضفة الغربية أيضا، ونمت المجموعة في أريحا رغم تواجد الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية الذين يمتنعون عن القتال ضد الجماعات المسلحة، الأمر الذي يجبر الجيش الإسرائيلي والشاباك على القيام بالعمل نيابة عنهم.

رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن متمسك بقراره إنهاء التنسيق الأمني مع "إسرائيل".

 وأدان أبو مازن عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم عقة جبر للاجئين ووصفها بـ "الجريمة"، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للفلسطينيين من "إسرائيل".


 عرض وزير الخارجية الأمريكية بلينكون الأسبوع الماضي على رئيس السلطة الفلسطينية خطة الإدارة لتهدئة الوضع الأمني في شمال الضفة الغربية التي صاغها الجنرال مايك فنزل المنسق بين الإدارة والأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية. كما حظيت الخطة بموافقة "إسرائيل".

الجنرال بينزل يقترح إنشاء قوة أمنية فلسطينية خاصة بتمويل أمريكي. وستتدرب في الأردن وتعود إلى الضفة الغربية وتتمركز في نابلس وجنين لمواجهة الجماعات الجديدة التي ظهرت في المنطقة.

وأعرب رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن عن قلقه من أن تؤدي الخطة الأمريكية إلى حرب أهلية بين سكان الضفة الغربية وتصويره على أنه "المقاول الأمني لـ"إسرائيل". عارض رئيس السلطة الفلسطينية الخطة الأمريكية دبلوماسياً وزعمت مصادر مقربة منه أنه سئم من كونه المقاول التنفيذي للحكومة دون قبول الخطط ذات المنظور السياسي.


لقد وعد بالانتقام.


ستواصل منظمة حماس محاولة تسخير مدينة أريحا ومدن أخرى مثل قلقيلية وطولكرم في جهودها لإثارة انتفاضة مسلحة جديدة ضد "إسرائيل".

يتدفق تهريب الأسلحة بمعدل متزايد عبر الحدود مع الأردن إلى الضفة الغربية ويواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في وقف هذه الظاهرة.

 ويقول مسؤولون في حماس إن مدينة أريحا ذات أهمية استراتيجية لقربها من القدس والحدود مع الأردن. 
وتخطط حماس لتحويلها إلى "عاصمة المقاومة" في جنوب الضفة الغربية، مثلما حولت حركة الجهاد الإسلامي مدينة جنين إلى "عاصمة المقاومة" في شمال الضفة الغربية.

كما يبلغ عدد سكان مخيم عقبة جبر في منطقة أريحا نحو عشرة آلاف نسمة. 
الوضع الاقتصادي هناك سيء والسلطة تتجاهل العناية به، وفي المخيم يعمل مسلحون من حركة فتح من كتائب شهداء الأقصى بالتعاون مع عناصر الجناح العسكري لحركة حماس.

المعركة بين الجيش الإسرائيلي والشين بيت والمنظمات الفلسطينية للسيطرة على منطقة أريحا قد بدأت للتو، وعد سهيل الهندي المسؤول الكبير في حماس بالانتقام لمقتل الفلسطينيين الخمسة.

 أشار القيادي في حماس، إسماعيل هنية، أمس، إلى عملية الجيش الإسرائيلي في مخيم عقبة جبر، وقال إن "استمرار القتل من قبل الاحتلال الإسرائيلي سيكون كارثة بالنسبة له".

ووعد بأن المجموعات الجديدة المسماة "كتائب" ستواصل أعمالها ضد "إسرائيل".



جميع الحقوق محفوظة لـمركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية © 2023